"انتخابات خارج القيد الطائفي"، بضع كلمات كافية لبثّ الأمل في نفوس اللبنانيين الذي شبعوا من التفاف الطائفية السياسية حول أعناقهم. مؤسسة أديان اختارت أن تخطو، وللمرة الثانية، خطوة جريئة تحاكي أحلام شباب
لبنان ، من خلال البرلمان الشبابي النموذجي.
ففي حين تبدو المشاركة السياسية التقليدية بعيدة عن تطلعات جيل الشباب، يبرز نموذج البرلمان الشبابي كمنصة حيوية وواعدة. إنها ليست مجرد لعبة أدوار، بل هي عملية تعليمية وديمقراطية حقيقية تهدف إلى بناء جيل جديد من القادة والمواطنين الفاعلين.
الهدف من هذه التجربة يتجاوز مجرد تدريب الشباب على آليات العمل البرلماني. فهي مساحة آمنة ومُلهِمة حيث يمكن للشباب التعبير عن آرائهم بحرية ومناقشة
القضايا التي تهمّهم بعيدًا عن الضغوطات السياسية التقليدية.
بدورها، عملت "أديان" ولا تزال على تدريب المرشحين على المهارات اللازمة لإطلاق حملاتهم
الانتخابية ، وكتابة برامجهم الانتخابية، من بناء التحالفات وتشكيل اللوائح، إلى استراتيجيات الإقناع وخوض المعارك الانتخابية.
وبعد توقف قسري لأنشطة المشروع جراء الاعتداءات
الإسرائيلية ، نظمت في الأسابيع الماضية خمس حلقات مناظرات علنية بين مرشحين ومرشحات من مختلف المحافظات
اللبنانية ، أتيحت لهم خلالها الفرصة لإطلاق برامجهم الانتخابية أمام الناخبين والناخبات.
وهذه التجربة الإنتخابية الشبابية التي تخوضها "أديان" للمرة الثانية بدعم من
المملكة الهولندية، انطلقت بقبول ترشيح أكثر من 200 مرشحًا ومرشحة على أساس قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، في انتخابات ستجري يوم الأحد 24 آب بمشاركة أكثر من 50 ألف ناخب وناخبة في كل أنحاء لبنان.
وسبق للناخبين أن سجلوا على المنصة الانتخابية الرقمية، وبمراقبة من قبل جمعية "LADE" رقميًا وحضورًا في مراكز دامجة مجهزة للوصول سهّل من قبل ذوي الإعاقة.
ثم، كما في
الدورة الأولى السابقة للمجلس الأول، سيصار إلى انتخاب رئيس ولجان نيابية، ثم مناقشة مسودات قوانين تعكس اهتمامات الشباب اللبناني وحاجاتهم، في أجواء حرة وديمقراطية، لتكون الخطوة التالية نقل النواب الشباب هذه المسودات بعد إقرارها إلى نواب البرلمان اللبناني ليتبنوها ويطرحوها في سبيل إقرارها وتطبيقها.
ليس البرلمان الشبابي النموذجي في لبنان مجرد نشاط عابر، بل هو استثمار استراتيجي في
المستقبل . فهذا الجيل، الذي تعلّم قيمة
الديمقراطية والمشاركة الفعّالة، سيكون قادرًا على بناء لبنان أفضل، بعيدًا عن الانقسامات، وقريبًا من تطلعاته وطموحاته.