أشار رئيس
التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مقابلة عبر "العربية" الى أن "بين
التيار وبين
حزب الله كان هناك تفاهم مكتوب وقائم على فكرة قيام دولة تعمل من خلال استراتيجية للدفاع عن
لبنان ، على أن يكون سلاح حزب الله من ضمن هذه الاستراتيجية". وأوضح: "حزب الله لم يلتزم معنا لأن سلاحه في حرب الاسناد كان ضمن إطار هجومي على اسرائيل وبالتالي انقلب حزب الله على وثيقة تفاهم موقعة مع "التيار"، مشيراً الى أن "سلاح حزب الله كان رادعاً لإسرائيل عن الاعتداء على لبنان، وما حصل هو أن السلاح لم يعد رادعاً ووظيفته الدفاعية أصبحت محدودة للدفاع على لبنان وبالتالي يجب أن يدخل ضمن قوة الدولة للدفاع عن لبنان ضد اسرائيل". وقال: "نحن نعقد تفاهمات وطنية، ولكن لا نوافق على كل ما يفعله أي فريق نعقد تفاهماً سياسياً معه فنحن كلبنانيين متنوعون سياسياً وطائفياً".
باسيل لفت الى أن الحكومات المتعاقبة منذ العام 1990 شرعت لحزب الله استعمال السلاح وكانت تأخذ الشرعية من المجلس النيابي ولأول مرة الحكومة الحالية نزعت الشرعية عن حزب الله باستعمال السلاح ومن أقر هذا الامر وقبل به حزب الله وحركة أمل والحكومة
اللبنانية .
وأضاف: "كنا أعلنا عن اننا لا نوافق على حرب اسناد غزة بل على الدفاع عن لبنان، "وقبل 7 تشرين 2023 كان صوتنا مرتفعاً بوجه حزب الله بموضوع الشراكة الوطنية وبناء الدولة، ولكن في موضوع الدفاع عن لبنان كان موقفنا واضحاً، إلا أن حزب الله قرر ان يخرج عن وثيقة التفاهم وعن لبننة سلاح حزب الله الذي نريده لوظيفة لبنانية وليس لوظيفة اقليمية".
وأضاف باسيل: "توجهنا لبناني ونحن
تيار معروف أنَّ قراره لبناني ولا يعمل وفق أجندة خارجية"، لافتاً الى أن "خطنا الثابت الواضح هو الدفاع عن لبنان". وأوضح: "نريد أنْ يبقى السلاح بيد الجيش اللبناني ولا نريد للسلاح أن يتلف بل أن يكون مع الجيش اللبناني لمنع الإعتداءات
الإسرائيلية وإعادة الأسرى"، مؤكداً: "نحن نجمع بين مفهومَي السيادة والحماية ولا نتحدث فقط عن حصرية السلاح بيد الدولة".
وقال باسيل: "لدينا موقف متقدم عن كل الأفرقاء بمن فيهم الحكومة وحزب الله إذ نريد حلاً شاملاً يضمن سيادة لبنان ويشمل خروج النازحين وحل مشكلة اللاجئين
الفلسطينيين وصولاً الى الاصلاح المالي والاقتصادي ويعطي لبنان الحماية من خلال قرار دولي، ونحن لا نكتفي بالجزئيات لأن السلاح ليس وحده المشكلة بل أتى نتيجة احتلال
إسرائيل واعتداءاتها".
وشدد باسيل على أننا "نبحث عن حل شامل وكل الحلول هي حلول جزئية ترضي هذا المحور أو ذاك ولذلك نختلف مع الكثير من القوى التي تريد الحلول الجزئية ونحن ندعو الى محور وطني لبناني"، لافتاً الى أن "الحكومة ومنذ أشهر لم تقم بحوار جدي حول السلاح كما ان حزب الله لم يكن جدياً بموضوع حصرية السلاح بل كان هناك انتظار لاتفاق اميركي - ايراني الى أن أتت الورقة الاميركية".
وشدد على أن "الحكومة اللبنانية لم تكلف لجنة لوضع مقترح وتقر استراتيجية دفاع وطنية تستجيب للمتطلبات السيادية اللبنانية"، لافتا الى أننا "اذا تحدثنا عن الورقة الاميركية فقد كان يفترض وقف الاعتداءات"، وأضاف: "المخالف الاول للإتفاقات إسرائيل وما نريده هو الاستفادة من القوة الاميركية للتأثير على اسرائيل ولهذا لا نرفض مسعى اميركي لاحلال السلام ولكن نريد ضمان التطبيق".
وأكد: "نحن مع تسليم السلاح وليس مع نزعه، ولا نريد الذهاب الى تصادم داخلي بين الجيش وحزب الله كما اننا لا نريد ان تشعر الطائفة الشيعية انها مستهدفة ومعزولة وان هناك عملية الغاء لوجودها".
وقال باسيل: "نسمع عن، ونشاهد، حشوداً على الحدود اللبنانية
السورية ونسمع مواقف من الداخل مفادها أنه اذا لم تنصاعوا سيكون هناك عليكم هجوم من الداخل وعلى الحدود، وسمير جعجع تحدث عن نزع السلاح بالقوة ونحن لا نريد الوصول الى التصادم". ولفت الى أننا "لا نقبل ان يهدد حزب الله اللبنانيين ونرفض التهديد بالحرب الأهلية لكن من أي جهة أتى"، ومشدداً على اننا يجب ان نعترف اننا امام مشكلة لها طابع استراتيجي وسيادي".
وأوضح: "إسرائيل تريد إسرائيل الكبرى وسوريا تريد
سوريا الكبرى ويجب أن نتضامن كلبنانيين وألا نقبل بأي كلام تحريضي، ويجب أن نجلس جميعاً إلى حوار وطني لحماية لبنان".
وختم باسيل مؤكداً أنَّ "حصرية السلاح هو أمر مبتوت ولكن السؤال هو حول كيفية التنفيذ"، مشيراً إلى أنه عندما لم يعد بإمكان السلاح وقف الاعتداءات بات علينا أن نبحث عن بدائل للدفاع عن لبنان".