كتب طوني عطية في" نداء الوطن": ما يجمع اليوم بين "
حزب الله " و"
التيار الوطنيّ الحرّ" هو الهزيمة والخوف المشترك من السقوط الكامل. تقود الإخفاقات والخسائر عادة، إلى مراجعة ذاتية و"فحص ضمير". أما في
لبنان ، فتدفع أطرافها إلى الاحتماء ببعضهم البعض، وعقد اتفاقيات نفعية تحت جنح الليل، وفوق ركام وطنٍ، ساهم السلاح غير الشرعي في تدميره. فـ "المصيبة تجمع".
"الحزب" المأزوم داخليًّا والمحاصر خارجيًّا، يحتاج إلى غطاء بأي ثمنٍ ومهما كانت هويّته. وبالفعل ذاته، يبحث "التيار" عن منقذٍ، خصوصًا أن المعركة النيابية خلف الأبواب. يَعلَم الأخير، أن نتائج الانتخابات البلدية، كانت مؤشّرًا خطيرًا إلى صحّته السياسية والشعبية. لذا، يعاني رئيسه النائب
جبران باسيل من هاجسٍ مُثلّث:
- نقمة شعبية لبنانية ومسيحية عارمة ضدّ "حزب الله"، بعد توريطه لبنان بحرب غبية.
- صعود سياسي وشعبي متزايد لـ "القوات
اللبنانية " وتحوّلها الرقم الأوّل على الساحة المسيحية.
- وهج العهد الجديد، حيث أنّ اللبنانيين بحسّهم السياسي التلقائي وتجربتهم المريرة، يقارنون بين الرئيس جوزاف عون، وسلفه
ميشال عون وظلّه الحاكم جبران باسيل. أي بين عهدٍ يتطلّع الناس إليه، وآخر يحاولون نسيانه.
من هذا المنطلق، يبقي باسيل خيوط التواصل مع "حزب الله" ممدودة، حتى وهو ينتقد سلاحه، فيما يُغازل القوى الدولية بخطاب سيادي متبدّل. يريد استمالة الجمهور المسيحي الذي خسره، وتنظيف صورته الغربية والعربية من جهة، وتحسين شروط التفاوض مع "الحزب" من جهة أخرى. في هذا السياق، أفاد مصدر مطّلع على الحركة "الباسيلية"، بأنه خلال شهرٍ، عُقد اجتماعان لمسؤولين وإعلاميين في "
التيار الوطني الحر " و"حزب الله"، إضافة إلى ممثلين عن وسائل إعلامية "ممانعة" محسوبة على "الحزب" تحديدًا، في منزِلَيْ قياديَّيْن من "التيار" داخل بلدَتَين جُبَيليَتَيْن، الأولى ساحلية والثانية جردية. أمّا الهدف، فهو التنسيق والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، وشنّ حملة ممنهجة مباشرة على "القوات اللبنانية" ووزرائها من ناحية، وغير مباشرة على العهد من باب الحكومة ورئيسها نوّاف سلام من ناحية أخرى، وتفادي انتقاد رئيس الجمهورية. وأشار المصدر المُتابع، إلى أن تلك اللقاءات استُبعد منها "
تيار المرده".