ترأس البطريرك
الماروني الكاردينال
مار بشارة بطرس الراعي قداس العيد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان. لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، يعاونه المطرانان بولس صياح والياس نصار والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا والأب هادي ضو، في حضور عدد من المؤمنين.
وقال: "عيد الإنتقال المشرق بنور المجد، يُدخلنا في قلب ليتورجيا السماء. في انتقال مريم، نحتفل في انتصار القيامة في جسد بشريّ حقيقيّ. لا نتحدّث عن روح فقط، بل عن جسد مجّدد دخل ملكوت الله، عربونًا لما نرجوه نحن أيضًا. ليتورجيا اليوم تربط الأرض بالسماء، التاريخ بالأبديّة، الزمن بالرجاء. في عيد سيّدة الإنتقال، نرفع أنظارنا إلى
لبنان الجريح، المتألّم، لكنّه الغنيّ بنعمة العناية الإلهيّة، وببقائه في عناية سيّدة لبنان، رغم الأزمات والإنهيارات المتراكمة. فنصلّي من أجل جميع المسؤولين، كي يوقظ الله فيهم الحسّ الوطنيّ الصادق، لا حبّ الذات والمصالح الخاصّة، بل حبّ الوطن وكرامة الشعب. فلبنان بحاجة إلينا جميعًا، مقيمين ومنتشرين، لنبنيه من جديد بقوّة الرجاء، على مثال مريم العذراء التي آمنت فتمّت لها المواعيد. والله ما زال يصنع به العظائم، لأنّه وطن الرسالة والدعوة، وطن القداسة والشهادة، وطن الشراكة والتنوّع، أرض أرادها الله منارة في هذا الشرق. إذا قبل لبنان واقع ألمه بتواضع وتوبة، وإذا سلك طريق تنقية الذاكرة والحياد، يكون قادرًا أن ينتقل من زمن الإنهيار، إلى زمن القيامة، من الضياع إلى الثبات، من الفراغ إلى البناء".
واضاف: "هذا يقتضي منّا جميعًا إرادة وطنيّة صادقة، وجهدًا مستمرًّا للخروج من ذهنيّة المحاصصة والتعطيل والإنغلاق، نحو فكر وطنيّ جامع، يوحّد ولا يفرّق. ولبنان مشروع ثابت لدولة مدنيّة، عادلة، قادرة وفاعلة تحترم
الدستور وتطبّق القوانين، وتكفل الحقوق والكرامات".
وختم
الراعي : "في ظلّ عيد الإنتقال، نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى أمّنا مريم العذراء حامية هذا الشرق، ونضع بين يديها وطننا لبنان الجريح. نلتمس شفاعتها من أجل خلاصه، ومن أجل قيامة شعبنا إلى نور الرجاء والخلاص. ونرفع المجد والتعظيم لله على عظائمه، الآب والإبن والروح
القدس ، الآن وإلى الأبد".
وبعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الإلهية. (الوكالة الوطنية)