تلقّى مواطنون، خلال الساعات الماضية، رسائل من أصحاب المولدات الخاصّة تُفيد بإمكان تراجع التغذية بسبب عدم تحمّل المولدات لموجة الحرّ القياسية التي تضرب البلاد. وأبلغت بعض الإدارات المشترِكة المشتركين بأنّ ساعات التشغيل قد تُخفَّض أو تتخلّلها فواصل قصيرة “لحماية المعدّات من الأعطال الحرارية”.
ميدانيًا، سجّل سكّان في أحياء مختلفة شكاوى من انقطاع متقطّع للتيار خلال فترات النهار والليل، تراوحت بين دقائق ونصف ساعة في كل مرّة، ما انعكس مباشرة على أجهزة التبريد المنزلية وعلى عمل المصاعد والبرادات.
يبرّر مشغّلو المولدات هذا الإجراء بارتفاع الأحمال إلى مستويات غير اعتيادية مع موجة الحرّ، وبانخفاض مردود المولد تحت الحرارة المرتفعة، ما يرفع استهلاك الوقود ويزيد احتمالات الأعطال في أنظمة التبريد وزيوت المحرّكات. وتحدّث بعضهم عن الحاجة إلى “استراحات تقنية” لتفادي توقّف قسري طويل.
يتزامن هذا الوضع مع ازدياد ساعات التقنين من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، ما يضاعف الاعتماد على الاشتراكات الخاصة ويرفع الضغط على الشبكات الداخلية. وتشير تقديرات مشغّلين إلى ارتفاع الطلب في ساعات بعد الظهر والمساء بشكل لافت، بالتزامن مع تشغيل مكيفات الهواء في المنازل والمتاجر.
تداعيات الانقطاعات طالت محال السوبرماركت والمطاعم وعيادات صغيرة، التي لجأت إلى خطط طوارئ لحفظ السلع الحسّاسة وتشغيل وحدات تبريد إضافية عند توافر التيار. في المقابل، دعت إدارات مبانٍ سكنية سكّانها إلى ترشيد الاستهلاك وتأجيل تشغيل الأحمال غير الضرورية في ساعات الذروة.
ويرجّح عاملون في القطاع استمرار التقنين المتقطّع طوال فترة الذروة الحرارية، مع تحسّن تدريجي عند تراجع درجات الحرارة أو انخفاض الطلب المسائي. وحتى ذلك الحين، يبقى المشهد الكهربائي تحت ضغط مزدوج: شبكة رسمية تُقلّص التغذية، ومولدات خاصة تسعى لتفادي الأعطال في أقسى أيام الصيف.