آخر الأخبار

تبيع الأوهام لا الجمال... متى تشنّ حرب حاسمة على دكاكين التجميل؟

شارك
في عالم يطغى عليه هوس الجمال المثالي، أصبحت مراكز التجميل غير الشرعية في لبنان فخاً يقع فيه الكثيرون، خصوصاً النساء والفتيات. حلمهنّ أن يشبهن أشهر النجمات بأسعار مخفضة ونتائج سريعة، فتنتهي الحكاية بثمن باهظ يدفعنه من صحتهن ومظهرهنّ.

هي مراكز باتت تنمو كالفطر في الأحياء السكنية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مهمتها بيع الأوهام لا الجمال. إذ يكاد لا يمرّ أسبوع من دون أن نقرأ خبراً يفيد عن ختم قوى الأمن الداخلي مركزاً أو عيادة تجميلية بالشمع الأحمر، كونها تعمل من دون ترخيص قانوني وتعرّض حياة زبائنها للخطر في أحيان كثيرة بسبب مواد مجهولة ومضرّة.

كارين، البالغة من العمر 34 عاماّ، وقعت ضحية إعلان رنّان صادفته عبر أحد مواقع التواصل الإجتماعي أقنعها بالتوجّه إلى مركز تجميلي في بيروت ، كي تحقن شفتيها بالفيلر بهدف تكبير حجمهما بسعر رخيص جداً مقارنة بخدمة مراكز أخرى.

وقالت لـ" لبنان 24 ": "شعرت لحظة دخولي المبنى الذي يقع فيه المركز التجميلي بأن خطباً ما سيحصل، وكأن صوتاً بداخلي كان يدفعني للخروج وعدم إكمال سيري نحو العيادة"، لافتة الى أن أفراداً من عائلتها وأصدقاءها كانوا قد نصحوها بإجراء هكذا تدخلات تجميلية في عيادات معروفة حتى ولو كان الثمن المادي أعلى.

وأضافت: "المركز كان يدار من قبل سيدة تدعي أنها خبيرة تجميل، إلا أنني لم ألحظ أية شهادة على الحائط، ووعدتني بشفاه ممتلئة وجميلة. إلا أنه بعدما حقنتني بالفيلر بنحو الساعة، بدأت شفتاي تتورمان وتتلونان بالأسود، وأصبت بعدوى حادة دخلت بسببها إلى المستشفى".

وشددت على أنها لم تخسر فقط جمالها، بل فقدت ثقتها بنفسها ودخلت في حالة من الاكتئاب بعد أن اضطرت للخضوع لعلاج طويل ومؤلم ومكلف لإزالة المادة المجهولة التي تم حقنها.

قصة كارين ليست فريدة من نوعها، بل يتعرض يومياً زبائن هكذا عيادات لهذا النوع من التشويه وذلك بسبب غياب الرقابة القانونية، ما يمنح هذه المراكز حرية استخدام أي مادة، حتى لو كانت خطيرة أو غير معتمدة طبياً.

لا يقتصر الضرر الذي تسببه مراكز التجميل غير الشرعية على الأذى الجسدي فقط. فالأضرار النفسية قد تكون أعمق وأكثر استمرارية. فيعاني المريض من انعدام الثقة بالنفس، وذلك عندما يصبح المظهر الجديد مصدر خجل وإحراج، مما يؤدي إلى تجنب المناسبات الاجتماعية والانعزال، فضلاً عن أن ً الضحايا يضطرون إلى إنفاق مبالغ طائلة على الأطباء المتخصصين لإصلاح الأضرار.

من هنا، لا بد من وقفة جادة وحاسمة تجاه هذه الظاهرة، تبدأ على المستوى الرسمي ولكن الأساس أيضاً يقع على عاتق المجتمع والأفراد. كما يجب على الإعلام وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي التوقف عن الترويج للمراكز غير المرخصة، وتوجيه رسائل توعوية حول أهمية اختيار الأماكن المرخصة والمؤهلة.

بدوره، ألقى مصدر طبي من جانبه باللوم الأكبر على المواطنين عبر "لبنان 24"، مشيراً إلى أنه من غير المنطقي التوجه إلى مركز تجميل مشبوه أو لا يستوفي الشروط فقط لأنه أرخص من غيره، لافتاً إلى أن القانون يمنع المراكز التجميلية من تقديم خدمات الليزر ما لم يكن طبيب مختص موجوداً داخلها.

ودعا المصدر جميع المواطنين والأشخاص الراغبين بإجراء تدابير تجميلية، للتحوّط من مدى شرعية المراكز والتقدم بشكوى في حال وجود أية مخالفة.

ليس من السهل خسارة الثقة بقطاع مهم في لبنان كقطاع التجميل، إلا أن دكاكين كهذه المراكز غير الشرعية تشكّل إحدى أكبر التحديات أمام السياحة التجميلية. فهل يضرب المسؤولون بيد من حديد هذه المرة لإقفال باب الفساد هذا؟
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا