نشرت صحيفة "thenational" تقريراً جديداً قالت فيه إنه "مع تسليط الضوء العالمي على غزة، من المتوقع أن تتجه إسرائيل نحو حزب الله في لبنان ".
وذكر التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنّ إسرائيل تجدُ نفسها بحاجة إلى صرف انتباه العالم عن فظائعها في غزة، وهُنا يأتي دور حزب الله"، وأضاف: "يبدو أن الحكومة
الإسرائيلية ترى في تجدد الحرب مع الجماعة
اللبنانية فرصةً لتعزيز مصالحها، متذرعةً برفض الأخيرة تسليم أسلحتها للدولة اللبنانية كما تعهّدت سابقاً".
التقرير رأى في الوقت نفسه إنَّ "توقيت تجدّد الحرب يتأثر بالعديد من العوامل"، وأضاف: "لقد سئمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتظار
بيروت للوفاء بوعدها بالسيطرة الحصرية للدولة على السلاح، وقد تكون واشنطن مستعدة لتأييد أي قرار إسرائيلي، مهما بلغت خطورته. في غضون ذلك، يظهرُ عامل آخر هو عدم رغبة إيران في خوض حرب مباشرة مع إسرائيل نيابةً عن حزب الله".
واستكمل: "في الواقع، فإن طهران منشغلة بتداعيات الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، وتشعر بالقلق من موجة أخرى من الهجمات في المستقبل القريب. ومع ذلك، ترفض إيران التخلي عن استراتيجيتها المتمثلة في استخدام وكلائها الإقليميين المسلحين كأوراق مساومة في المفاوضات المحتملة مع واشنطن".
وتابع: "وهكذا، تتصاعد التوترات بين
الولايات المتحدة وإيران ، متمثلةً في العقوبات الأميركية والتهديدات الإيرانية والاستعدادات الحربية الإسرائيلية. مع هذا، فإنَّ وكلاء إيران في لبنان واليمن في حالة تأهب قصوى، فيما يُراقب محور المقاومة الإيراني الأوسع الأحداث عن كثب، من العراق إلى غزة".
وأضاف: "إسرائيل لا تتسامح إطلاقًا مع ترسانة حزب الله، وقد أقنعت إدارة ترامب بأنه إذا لم تفِ الحكومة اللبنانية بتعهدها بنزع سلاحها، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى مواصلة حربها على الحزب".
وتابع التقرير قائلاً: "في غضون ذلك، ربما أثار المؤتمر الدولي حول حل الدولتين، الذي ترأسته السعودية وفرنسا في
الأمم المتحدة ، غضب إيران التي ترفضُ حل الدولتين، وتدعو إلى تدمير إسرائيل. علاوة على ذلك، كان إظهار المؤتمر للدعم العالمي للسلطة الفلسطينية، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بمثابة صرخة جماعية ضد حماس ، اللاعب
الرئيسي في المحور الإيراني. وكما أن إسرائيل لا تبالي بالخسائر المدنية في غزة، فإن إيران تبدو غير منزعجة من معاناة الفلسطينيين، وخاصة ما دامت حماس مخلصة للمحور".
واستكمل: "لقد اضطر ترامب مؤخراً للاعتراف بالمجاعة التي سببها الإنسان في غزة، بعد أن أنكرها سابقاً. ورغم أنه لم يتخذ في البداية أي إجراء ضد إسرائيل، التي تنتهج سياسة تجويع في القطاع، إلا أنه تحدث عنها بعد أن ضغط عليه بعض مؤيديه السياسيين من حزب ماغا للتدخل لإنهاء الكارثة الإنسانية. وتزامن ذلك مع ضغط سياسي عالمي من نوع مختلف، حيث واجه السيد ترامب تحدياً من حلفائه الأوروبيين وغير الأوروبيين الذين شاركوا في مؤتمر حل الدولتين وأيدوا بيانه الختامي الذي رسم مسارًا نحو دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".
وقال: "هناك مخاوف من ردود فعل انتقامية محتملة من ترامب، خاصةً إذا شعر بالعزلة على الساحة الدولية . كذلك، هناك قلق من فرض إدارته عقوبات على قيادة السلطة الفلسطينية، والتي تصفها الأخيرة بأنها شكل من أشكال العقاب على سعيها لإقامة دولة فلسطينية".
وأردف: "لا ينبغي أن يُفاجأ أحدٌ إذا سعت إسرائيل إلى سحق كل ما تمخض عنه مؤتمر الأمم المتحدة، فهي تعتبر السلطة الفلسطينية عقبةً أمام طموحاتها بضم الضفة الغربية. ومع ذلك، لا يمكن قيام دولة فلسطينية دون دعم أميركي وامتثال إسرائيلي. لقد كرّس مجلس الأمن الدولي بالفعل حل الدولتين في القرارين 1397 و1515، اللذين حظيا بدعم واشنطن، لكن خارطة الطريق التي وضعوها لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 لم تُنفّذ قط، وتراجعت إدارة ترامب عن الالتزامات الأميركية بهذين القرارين".
ورأى التقرير أنه "بعد تزايد التدقيق الدولي، يبدو أن إسرائيل عازمة على تحويل التركيز العالمي بعيداً عن غزة، ويرجع ذلك تحديدًا إلى نيتها مواصلة سياساتها هناك"، وأضاف: "ما دامت الدول الأوروبية تفشل في فرض إجراءات عقابية ملموسة على إسرائيل، وما دام ترامب يدعم مشروعها التهجير الطوعي، فستواصل إسرائيل أجندتها".
التقرير ذاته وجد أن "موقف إسرائيل تجاه لبنان وإيران يُمثل مسألة أخرى"، وأضاف: "لا يوجد تعاطف دولي يُذكر مع إصرار
إيران على احتفاظ حزب الله بسلاحه في تحدٍّ للسيادة اللبنانية، كما لا يوجد تعاطف مع تعريض طهران المتهور لسلامة الشعب اللبناني وأمنه واستقلاليته".
وقال: "بالمثل، لا يحظى تمسك الجمهورية الإسلامية العنيد بثلاثية مبادئها الاستراتيجية - القدرة النووية، والصواريخ الباليستية، والحرب بالوكالة - بتأييد عالمي واسع. لذا، إذا ما تعرضت لضربات عسكرية أميركية أو إسرائيلية مجدداً، فمن غير المرجح أن تجد الكثير من المتعاطفين".
وختم التقرير بالقول: "طهران الآن عالقة في فخ العقوبات الأميركية وتهديدات بشن المزيد من الغارات الجوية. في الوقت نفسه، لن يجد حزب الله من ينقذه إذا وقع فريسة لمحاولات إسرائيل لتحويل الانتباه العالمي عن غزة، ولن يلوم كلا الكيانين إلا نفسيهما".