لوحظ غياب الأعراس الفخمة، التي اعتاد اللبنانيون، متابعة مقاطع منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويعود ذلك إلى الازمة الاقتصادية المتفاقمة التي لا يزال يواجهها لبنان ، وسط تهديد أمني مستمر خوفا من إعادة فتح جبهات الحرب.. فالأعراس "الفخمة"، التي كانت تُعد مناسبة لعرض المكانة والكرم والتقاليد، باتت استثناءً نادرًا، فيما تتجه الغالبية إلى حفلات صغيرة، سرّية، أو حتى الزواج من دون أي احتفال.
في هذا السياق، يقول
رامي سعيد ، صاحب شركة تنظيم أعراس ومؤتمرات لـ"
لبنان24 "، أنّ معظم القاعات الكبيرة الفخمة في العاصمة أو في المدن الكبرى تحولت اليوم إلى قاعات مؤتمرات، إذ انخفضت بشكل واضح الحجوزات لأجل الاعراس في هذه الصالات، واقتصرت على الصالات الصغيرة أو المطاعم.
وأكّد سعيد أن الأمر لا يقتصر على هذه السنة فقط، لا بل منذ بدء الحرب، شهد لبنان تراجعا كبيرا في عدد الاعراس الفخمة، إذ كان من بين أبرز
الدول العربية الذي يتم إحياء هذا النوع من الأعراس فيه، إلا أنّه مع بداية الحرب، بدأت هذه المشاهد تتراجع تدريجيا.
بات شائعًا أن يكتفي العروسان بحفل صغير في حديقة منزل، أو عشاء مختصر في مطعم. أما التكاليف، فتراجعت من متوسط 20 ألف دولار إلى أقل من 3000 دولار في حالات كثيرة. وبعض الأزواج لا يقيمون احتفالًا إطلاقًا. في المقابل، برز وعي جديد لدى الأجيال الشابة، حيث يرى في العرس "
تجربة شخصية " لا "عرضًا اجتماعيًا"، ويحرّر الزواج من ثقل التقاليد المكلفة والمرهقة نفسيًا.
رغم كل ذلك، لا يبدو أن الأعراس الكبرى ستعود في المدى المنظور، إلا عند فئة ضيقة من الميسورين أو المغتربين. أما الداخل اللبناني، فقد دخل مرحلة "الزواج الاقتصادي" بكل ما فيها من رمزية: اختصار، تقشّف، وخوف من
المستقبل .