كتب جوني منيّر في" الجمهورية":كان مفهوماً أن يلفح التصعيد الواقع اللبناني، ونقطة الإرتكاز هنا سلاح «
حزب الله ». فالمطلوب وقف لعبة «تقطيع الوقت» التي تعتقد
واشنطن أنّ «الحزب » يمارسها عبر إغراق الحوارات في التفاصيل، لمنع الوصول إلى أي نتيجة. وفي المقابل، وانسجاماً مع التموضع الهجومي لإيران في كل أنحاء المنطقة،سيرفض «حزب الله » القرار المطلوب، وسيعمد أولاً وبالتفاهم الكامل مع
رئيس مجلس النواب نبيه بري ، إلى مقاطعة جلسة الحكومة المخصصة لسلاح «حزب الله » الثلاثاء المقبل، وسيعمد أيضاً إلى التلويح بخطوة الإستقالة من الحكومة. وتصبح المعادلة هنا أكثر وضوحاً: ضغط أميركي تدعمه
السعودية لفك الإرتباط نهائياً بين
إيران ولبنان من خلال حسم مسألة سلاح «حزب الله »، وفي المقاب تتعمل
إيران على شن هجوم معاكس عبر تهديد استمرارية الحكومة، ركيزة التركيبة الجديدة التي رعت واشنطن والرياض ولادتها بعد نتائج الحرب التي شنتها
إسرائيل على
لبنان . والخطورة هنا أنّ هذه المنازلة الجديدة ستنزلق بسرعة في اتجاه التسخين العسكري والخنق الإقتصادي. فالقرار الأميركي ووفق المشهد العريض، لن يحتمل أي عودة إلى الوراء، لا بل العكس. وأما إيران والتي تلقّت ضربات عسكرية كبيرة طاولت برنامجها النووي وهيبتها كدولة إقليمية كبرى، تبدو كمن يلعب «صولد »، وهي التي تريد تعويض خسارة ردعها النووي بإعادة إحياء ما أمكن من مخالبها الإقليمية لا العكس. الصيف حار بلاشك، لكن الخريف سيكون أكثر سخونة على ما يبدو.