آخر الأخبار

حزب الله أمام لحظة الحسم: هل سيقاتل؟ ومَن ومتى؟

شارك
كتب نجم الهاشم في" نداء الوطن":كيف يمكن للبنان أن يطلب ضمانات اليوم بعد النتائج الكارثية التي أوصلته إليها حروب «حزب الله»؟ وكيف للحزب أن يطلب من الدولة أن تحصل له على هذه الضمانات؟ قد تكون هذه من قناعات السلطة الجديدة. ولكن هذه السلطة تسأل «الحزب» مثلا لماذا لم يُصِرّ على طلب هذه الضمانات قبل أن يوافق مستسلمًا على اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني 2024؟ إذا كان عاجزًا وقتها عن فرض شروطه في ظلّ الحرب المفتوحة، فكيف يمكن اليوم الحصول على ضمانات من إسرائيل التي خرجت من حروبها منتصرة وباتت في موقع من يفرض التنازلات من دون شروط؟ مسألة الضمانات لا يجب أن تكون من مسؤولية السلطة التي عليها أن تتصرّف كسلطة ممسكة بالقرار وليس كسلطة تستجدي هذا القرار.

«حزب الله» اليوم أمام معضلة لا يمكنه الخروج منها. وهو يواجه الخسارة التي يمكن أن تؤدي إلى هزيمة جديدة يتعرّض لها. إذا قاتل خسر. وإذا لم يقاتل خسر. وإذا انتظر خسر. قد لا تأتي الساعة التي يمكنه أن يقوم معها من تحت الأنقاض حتى يستعيد عسكريته.

في تخلّي السلطة عن دورها تصير مع «الحزب» في مركب واحد. ينجوان معًا أو يغرقان معًا. تحاول أن تنقذ غريقًا يتمسك بها فتغرق معه. لا إمكانية اليوم لتعديل اتفاق وقف النار والقرار 1701 ولا مفرّ من تنفيذ قرار نزع سلاح «الحزب». ولكن «الحزب» لا يزال يستفيد من تعقيدات الموقف، ويحسب أن لا صدام مع الجيش والسلطة، ولا نزع للسلاح بالقوة، ولا حرب مع إسرائيل، ولا اجتياح إسرائيلي كبير وشامل. ولذلك يتعاطى مع المشكلة وكأن دور سلاحه لم ينتهِ. وهو لا يتخلّى عنه وقراره في إيران . وإذا كان لن يتمّ نزعه بالقوة أو بالإقتناع والإقناع، فأين سيقاتل؟ ومتى وكيف وضد مَن؟

يحتفظ «الحزب» بسلاحه من أجل توظيفه في حرب جديدة لا يمكنه تجنّبها والإفلات منها وتؤدّي به إلى هزيمة جديدة. تلافي هذا المصير يكون بالخضوع لمنطق الدولة اللبنانية . خير لـ «الحزب» أن يتنازل أمام الحكم في لبنان وأمام الجيش من أن يضطرّ إلى التنازل أمام إسرائيل. كأنّه يكرّر تجربة العماد ميشال عون في حرب التحرير عندما أعلن أن العالم يستطيع أن يسحقه ولا يستطيع أن يحصل على توقيعه. وعندما أعلن أيضًا أنّه يفضّل أن يخسر أمام حافظ الأسد وليس أمام سمير جعجع . وأنه من الأفضل له أن يربح النظام السوري الحرب وأن لا تربح «القوات اللبنانية».
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا