نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليَّة تقريراً جديداً ألمح إلى عجز إسرائيل عن خلق انطباع للنصر في قطاع غزة.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" أنَّ "القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيليّ استعرضت في الأيام الأخيرة، الإنجازات التي تحققت عند الحدود الشمالية، على الجبهتين
السورية واللبنانية"، وأضاف: "بعد 10 أشهر من دخول وقف إطلاق النار مع
لبنان حيز التنفيذ، أحدثت إسرائيل تغييراً جذرياً في الواقع على الحدود الشمالية للبلاد. لا بد من القول إنَّ الجيش
الإسرائيلي ، قبل السابع من تشرين الأول، وبتوجيه من المستوى السياسي، اتبع سياسةً ضعيفةً وانهزاميةً ضد
حزب الله . إلا أن ذروة هذا التحول كانت في آب 2023 مع قصة الخيمة التي أقامها حزب الله على الجانب الإسرائيلي من الحدود".
واعتبر التقرير أنَّ "من الواضح اليوم هو أنَّ قصة الخيمة وإهمالها على الحدود الشمالية كانت أحد دوافع حركة حماس لتنفيذ هجومها على المستوطنات المحيطة بإسرائيل في 7 تشرين الأول عام 2023"، مُدعياً في الوقت نفسه، أن زعيم "حماس" في غزة السابق الشهيد يحيى السنوار والأمين العام لـ"حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله، "خدعا
إيران لكسب الشهرة"، وأضاف: "لم يستطع نصرالله تجاوز الضرر الذي لحق بصورته ولم يستغرق أكثر من يوم لدخول المعركة"، تحت إطار إسناد غزة اعتباراً من يوم 8 تشرين الأول 2023.
وتابع: "لكن بحلول ذلك الوقت، كانت القيادة الشمالية مستعدة بالفعل، مع وجود عدة فرق في حالة دفاعية قوية في
الشمال . ما حدث بعد ذلك سيُدرّس في كتب التاريخ في كل المدارس في لبنان وسوريا وإيران وإسرائيل. عادت إسرائيل لتكون الوحش الجبار على الحدود الشمالية، فهي التي تُحدد التحركات، وتُطبّق القانون، ولا تسمح لحزب الله بأن يقوى ويُعلي من شأنه".
واستكمل: "لكن إسرائيل لا تزال جريحة في غزة، فهي عاجزة هناك عن خلق انطباع النصر كما فعلت في الشمال. والمثير للدهشة أن الجنود أنفسهم، والقادة أنفسهم، وسلاح الجو نفسه، والأسلحة نفسها، وتكتيكات القتال نفسها، يعملون على كل الجبهات. المشكلة في الجنوب ليست في الـ50 رهينة التي تحتجزها حماس، بل في أسلوب إدارة القيادة السياسية، الذي لا يسمح للجيش الإسرائيلي بالانتصار".
وأضاف: "تهدف عملية وقف إطلاق النار وتدفق المساعدات إلى استمرار القتال من خلال اكتساب الشرعية من دول العالم. في لبنان وسوريا، تمكنت إسرائيل من توقيع اتفاقية جانبية مع
الأميركيين ، لكن السؤال الأساس كان التالي: كيف ستنفذ إسرائيل إجراءاتها التنفيذية لمنع المساس بأمنها؟".
وأردف: "منذ وقف إطلاق النار مع لبنان، دمرت إسرائيل منصات إطلاق وصواريخ حزب الله أكثر مما دمرته خلال الحرب، وقتلت مئات العناصر التابعين للحزب. في المُقابل، فإن استمرار الحرب في غزة هو نتاج عقدة قيادية لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يخشى على سلامة ائتلافه السياسيّ
في إسرائيل ".
وختم: "لم يعد هناك وضع أمني في غزة يمنع انتهاء الحرب. على إسرائيل التوصل إلى اتفاق سريع لإطلاق سراح الرهائن الـ50، والخروج إلى المنطقة الحدودية، ومن هناك إدارة المعركة الدفاعية، تماماً كما تفعل في لبنان وسوريا، وستفعل في أجواء إيران".