بين التأكيد على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها عام 2026 والحديث عن إمكانية "تأجيلها"، تتجهُ الأنظارُ إلى ما قد يقرّرهُ الحزب "التقدمي الإشتراكي" على صعيد ذاك الإستحقاق وتحديداً في دائرة الشوف – عاليه.
في الواقع، قد تُشكل الإنتخابات المُنتظرة منصّة لـ"إنفصال" قد يحدث بين "الإشتراكي" و "
تيار
المستقبل " إنتخابياً، وهو أمرٌ – إن حصل – سيكون بمثابة سابقة إنتخابية في عرين
جنبلاط و"المستقبل" على حد سواء، وتحديداً في قضاء الشوف.
لا تستبعدُ مصادر سياسية هذا السيناريو الذي تقولُ إنه "مطروح"، مشيرة إلى أنَّه على "المستقبل" أن يكون جاهزاً لمثل هذا الأمر، وأن يتعامل على قاعدة أنه قد لا يكون إلى جانب "الإشتراكي" في لائحة إنتخابية واحدة.
ودرجت العادة خلال الإنتخابات النيابية على مدى الدورات الماضية، أن يتحالف "المستقبل" مع "الإشتراكي" وتركيزهما على المقعدين السنيين في الشوف. ومنذ انتخابات العام 2022، لم يعد لـ"المستقبل" أي ممثل عن الشوف في الندوة البرلمانية، بعدما أعلن "
التيار " انكفاءه الإنتخابي وعدم المشاركة في الإنتخابات آنذاك.
السؤال الأبرز الذي يُطرح هنا هو التالي: ما الذي سيدفع "الإشتراكي" لـ"الإنفصال" عن "المستقبل" في انتخابات ستأتي في ذروة تبدلات كبيرة في المنطقة؟ المصادر تقدّم الإجابة وتقولُ إنَّ مسألة عدم تحالف "الإشتراكي" مع "التيار" قد يتم حسمها في حال ظل موقف
المملكة العربية السعودية على حاله.
أمام ذلك، فإنَّ ترشيح "خيار وسطي" بين "التيار" و "الإشتراكي" سيكون الخيار الأكثر طرحاً، ما يعني الذهاب نحو تبني شخصية مقبولة من الجهتين، وبالتالي تُمثل "تقاطعاً" بين الحزبين وليس "تحالفاً".
في المقابل، فإن "المستقبل" قد يكون حاضراً لخوض الإستحقاق بمفرده وذلك في حال قرر ذلك وإن كانت المعركة بعيدة عن "الإشتراكي". فعلياً، فإن "التيار" له أرضيته في الشوف، كما أن هناك "تعطشاً" كبيراً لدى الساحة السنية لعودة "التيار" بزخمٍ كبير بعد غياب نيابيّ منذ العام 2022.
وإزاء ذلك، تُصر قواعد "التيار" المُختلفة على تثبيت المشاركة في الإنتخابات "حتى الآن"، إلا إذا صدر قرارٌ مُعاكس لهذا الأمر سيؤدي إلى الإنكفاء مُجدداً. وفعلياً، فإن مسألة "الإنسحاب" من السباق الإنتخابيّ يصفها أحد النواب السابقون بـ"الخطيرة"، الأمر الذي سينعكس على "المستقبل" شعبياً وسياسياً.
أمام كل هذه المُعطيات، يبقى الإنتظار سيد الموقف لكي تحسمَ الأطراف السياسية خياراتها، لكن ما يمكن قوله هو أن هناك 3 سيناريوهات حاضرة لانتخابات الشوف – عاليه على صعيد "الإشتراكي" و"المستقبل"، وهي على النحو التالي:
- تحالف "المستقبل" مع "الإشتراكي"
و"
القوات اللبنانية "
- تحالف "الإشتراكي" مع "القوات" ومستقلين يمثلون "تقاطعاً" مع "المستقبل"
- تشكيل "المستقبل" لائحة أساسية وخوضها بأسماء مُختلفة مع عقد تحالفاتٍ إنتخابية على مستوى الدروز والمسيحيين.
بين هذه السيناريوهات، يبقى السيناريو الأول والثاني هما الأقرب للتطبيق الواقعي، إلا إذا كان السيناريو الثالث هو الذي سيفرض نفسهُ وبقوّة إنتخابياً وسياسياً.