آخر الأخبار

أمرٌ ضروري بين سوريا ولبنان.. ما هو؟

شارك
نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" تقريراً جديداً قالت فيه إن بيروت ودمشق بحاجة إلى إصلاح العلاقات بعد إشتباكات السويداء في جنوب سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المبعوث الأميركي إلى لبنان توم براك حول علاقات لبنان مع سوريا، أثارت قلق المسؤولين اللبنانيين، كما أبرزت ضرورة تطبيع العلاقات مع دمشق، وضرورة سعي سوريا لتحقيق الهدف نفسه.
وكان براك حذر في تصريح سابق له من أنه في حال لم يتحرك لبنان بسرعة كبرى وسط التغيرات الحاصلة، فسيعود إلى بلاد الشام (سوريا الكبرى). هنا، يقول التقرير إنَّ "برّاك سارع إلى تصحيح الانطباع بأن الولايات المتحدة كانت تنوي إسناد إدارة لبنان إلى سوريا، كما حدث عام 1976 بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية بفترة وجيزة، إلا أن الضرر كان قد وقع، وسرعان ما تبع تصريحه قتال في السويداء، حيث اشتبكت قوات الحكومة السورية مع الأقلية الدرزية، مما أعاد إحياء المخاوف بين الطوائف غير السنية في لبنان - المسيحية والدرزية والشيعية - من أن القيادة في دمشق معادية للأقليات".
التقرير قاله إنه "في عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ما زال موقف لبنان تجاه سوريا اليوم يشوبه الغموض وشكوك الماضي"، وأضاف: "هناك العديد من القضايا الرئيسية التي تُفرّق بين البلدين، إلا أنه حتى الآن لم يُبذل جهد يُذكر لحلها. يُقال إن السيد سلام أكثر استعداداً للتوصل إلى تفاهم مع سوريا من عون، الذي تجعله خلفيته العسكرية أكثر حذراً".
وأكمل: "من أهمّ القضايا التي تعيق تحسّن العلاقات مصير نحو 2100 معتقل سوري في السجون اللبنانية، منهم نحو 1300 لا يزالون ينتظرون المحاكمة.. يُجادل السوريون بأنّ الكثيرين سُجنوا ظلماً، بناءً على اعترافات انتُزعت منهم تحت التعذيب، وقد اعتُقل ما يقلّ عن 10% منهم لمشاركتهم في الانتفاضة السورية".
وتابع: "كذلك، هناك نقطة خلاف ثانية، هذه المرة من الجانب اللبناني، وهي استمرار لبنان في استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين. لقد شكّل هذا الأمر عبئاً كبيراً على البنية التحتية المتهالكة للبلاد، خاصة بعد الانهيار المالي في عامي 2019 و2020. ومع ذلك، ومع استمرار سوريا في خضم أزمة اقتصادية خانقة، يرفض العديد من اللاجئين العودة إلى ديارهم دون ضمانات عمل".
وأضاف: "هناك قضايا أخرى تُفرّق بين الجانبين، مثل وجود حزب الله في لبنان والتهريب عبر الحدود، الذي يُشكّل عبئاً على الاقتصادين السوري واللبناني".
ويلفت التقرير إلى أن هناك شائعات كثيرة انتشرت حول سعي السوريين للسيطرة على مدينة طرابلس اللبنانية، وأضاف: "لقد زادت هذه القصة السخيفة من قلق اللبنانيين، مسلطةً الضوء على مدى توتر العلاقات، فيما يظل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي نفوذ متطرف في لبنان".
وتابع: "هذا الوضع غير الصحي يُحتّم على لبنان وسوريا تحسين علاقاتهما، وهذا يعني معالجة خلافاتهما المتبادلة بعقلٍ منفتح، في إطار احترام سيادة كلٍّ منهما. في المقابل، فإن السماح للوضع بالتدهور أكثر لن يفيد أيًّا من الطرفين. على الشرع أن يُحسّن علاقته بالأقليات السورية - الأكراد والدروز والمسيحيين والعلويين - الذين يُمثلون شريحةً كبيرةً من سكان البلاد، ويمكن للبنان أن يلعب دوراً مهما في هذا المسعى نظراً لإدارته الخاصة للتعددية الطائفية".
وختم: "لبنان، بدوره، لا يستطيع تحمل معاداة سوريا، بوابة المنطقة، التي تحظى اليوم بدعم إقليمي كبير، بالإضافة إلى الدعم الأميركي. على اللبنانيين العمل على إيجاد تسوية مؤقتة، تُرسّخ استقرار العلاقة وتُساعد على تحييد أي أعمال عابرة للحدود من أحد الطرفين، والتي تُسبب تداعيات سلبية على الطرف الآخر".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا