ينتظر
لبنان ما سيتبلغه من الموفد الأميركي توم براك بشأن الرد
الإسرائيلي على ورقة المقترحات التي وضعها لبنان الرسمي على طاولة البحث.
وتعتبر مصادر سياسية أن الانتظار يشوبه الحذر، نظرا لانعدام الاجواء الإيجابية، إذ تشير المعطيات الأولية إلى أن تل أبيب لم تبد استعداداً لقبول ما عرض عليها، خاصة في ما يتعلق بضمانات أميركية ترافق أي اتفاق محتمل.
وتشير المصادر إلى أن رئيس الجمهورية جوزاف عون يسعى إلى دفع عجلة الحوار قدما، ولو من بوابة حوار ثنائي تمهيدي، يسبق أي اتفاق وطني جامع. غير أن هذه المقاربة تصطدم برفض قاطع من"
حزب الله "، الذي يرى أن أي بحث في شأن سلاحه يجب أن يتم حصريا ضمن توافق داخلي شامل، لا على طاولة مفاوضات خارجية.
وتقول أوساط سياسية إن "حزب الله" يرفع من سقف تهديداته في الخطاب السياسي وهذا ما تظهر في اطلالة عضو المجلس السياسي محمود قماطي، إلا أنه لا يبدي رغبة حقيقية في الذهاب إلى حرب، وإن بقي مستعدًا لها ضمن "قواعد الاشتباك" المرسومة.
في السياق، جاء اللقاء أمس بين
رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام ليعكس عمق التباينات الداخلية، وتزايد القلق من الضغوط الدولية المتسارعة. فالرسائل التي حملها سلام من
باريس لم تكن مطمئنة، بل عكست أجواء سلبية واضحة، خصوصًا من جهة الدول الراعية للاستقرار، التي بدأت تُظهر تململًا من حالة الجمود السياسي والعسكري.
وتشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن لبنان بات يتلقّى في الآونة الأخيرة رسائل تحذيرية متزايدة من عدة أطراف دولية، مفادها احتمال إقدام
إسرائيل على شنّ ضربة عسكرية محدودة خلال الأيام المقبلة.
ويُعتقد أن الهدف من هذا التهديد هو زيادة الضغط على الدولة
اللبنانية لدفعها إلى القبول بتنفيذ الشروط المتعلقة بحصر السلاح بيد الدولة، في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية.
وكشفت المصادر أن
المجتمع الدولي لا يزال متمسكًا بضرورة
التزام لبنان الكامل بالمقررات الدولية، لا سيما تلك التي تنادي بنزع سلاح الحزب. وقد رفضت عواصم غربية بارزة المقترح الذي قدمه رئيس مجلس النواب ، حيث تعتبره محاولة لتأجيل أو التهرب من الاستحقاقات الأمنية والسيادية المفروضة على لبنان.
ويتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون غداً الى الجزائر في إطار زيارة هي الاولى له منذ انتخابه لإجراء محادثات مع المسؤولين الجزائريين.
الى ذلك. زار المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، رئيس الحزب
الديمقراطي طلال أرسلان في دارته في خلدة، حيث بحثا آخر المستجدات السياسية والأمنية التي تمر بها المنطقة ولبنان وسوريا.
وتوقفا عند الأحداث الأليمة التي حصلت في محافظة السويداء حيث أكدا على حق كل المكونات
السورية في أن تكون محمية في بلادها وشريكة في الحكم وإدارة البلد.
كما استنكرا الأعمال الاجرامية الشنيعة والقتل المروع في السويداء وجوارها الذي يغذي روح الفتنة والتناحر في المنطقة ولا يخدم إلا المخطط الصهيوني العدواني.
وجرى تواصل أمس بين شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى والشيخ حكمت الهجري، تناول مجريات الامور الراهنة على مختلف المستويات.
وتلقى ابي المنى اتصالات من كبار شيوخ العشائر العربية، تم خلالها تبادل التأكيد على عمق العلاقة التي تربط الموحدين الدروز والعشائر، وعلى ضرورة التعاون لطي صفحة الأسى ومنع الاعتداء ووأد الفتنة.
وتلقى ابي المنى اليوم اتصالات من بعض كبار شيوخ العشائر من
سوريا ، في اطار السعي لانهاء الصدامات والأحداث وتوفير الاستقرار واستعادة الثقة".