آخر الأخبار

زيارة براك في قراءة حزب الله : خلية اختصاصيين لرصد النتائج

شارك
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": بدا واضحا أن " حزب الله " تعمد إظهار اللامبالاة مع مجريات الزيارة الثالثة للموفد الأميركي توم برّاك للبنان، وتصريحاته ومواقفه خلالها، انطلاقا من إعلانه سابقا أنه لا يجد نفسه معنيا بحضور الموفد، ولا يهمه ما يحمله من رؤى وعروض وتوجهات، مع علمه أنه أتى لمرة ثالثة في مهمة حصرية تتصل به هي نزع سلاحه.

مع ذلك، كان للحزب ضمنا سلوك آخر مغاير، فهو وفق معلومات، شكل ما يشبه "خلية" اختصاصيين في مهمة رصد هذه الزيارة ومتابعة ما يصدر عنها بدقة. واللافت أن هذه الخلية ما زالت منصرفة إلى وضع تقييمها النهائي لنتائج الزيارة وما يمكن أن يترتب عليها مستقبلا، نظرا إلى أمرين: الأول أنها استمرت أربعة أيام، والثاني أن برنامج اللقاءات فيها كان مزدحما أكثر من الزيارتين السابقتين، إذ شمل نحو 60 شخصية متنوعة بينها من سبق له أن التقاها في المرتين السابقتين، وبعضها الآخر، وهو ليس بالقليل، يلتقيه للمرة الأولى.

وبناء عليه، بدا واضحا لأعضاء الخلية أن الزائر تعمّد أن يبدو مرتاحا وليس ضيفا ثقيلا، بل هو شخص مرحب به، وثمة تهافت للقائه من أوساط ومشارب شتى، باعتباره يؤدي دور المنقذ والملاذ.

ومع أن هذا التغيير في طبيعة المهمة يبدو طبيعيا، إلا أن الحزب يجد أنه تطور ينبغي التوقف عنده، ويشي بأمر أساسي مفاده أن واشنطن وجدت أن الأداء السابق لموفدها لم يكن مجديا على النحو المطلوب، فابتدعت أداء مختلفا يظهر فيه أنه مرحب به كل الترحيب وأن له مريدين في كل ما يطرحه. وإذا كان واضحا أن برّاك قد أخذ راحته ووقته لعقد هذه المروحة الواسعة من اللقاءات، واسترسل في الكلام إلى درجة أنه وقع أحيانا في التناقض وفق استنتاج بعض أعضاء الخلية، فهو أطلق خلال زيارته نحو 14 تصريحا منها في مقابلتين متلفزتين ومنها أيضا تصريحه المكثف في عين التينة . وتضمنت بعض تلك التصريحات مواقف سبق أن رددها إبان زيارتيه السابقتين.

فعلى غرار تصريحه السابق النافر عن احتمال إنهاء لبنان الكيان وإعادة ضمه إلى بلاد الشام ، أطلق كلاما مشابها عندما أوحى بأن أمر مصير سلاح الحزب تحدده إسرائيل ، وهو في رأي الحزب تهديد مبطن بتجدد الهجمة الإسرائيلية الواسعة، وهو هنا إما يهدد بانسحاب بلاده من دورها وتعهداتها وإما يستخدم العصا الإسرائيلية الغليظة لممارسة مزيد من الضغوط على لبنان.

والقاسم المشترك بين زياراته الثلاث هو لازمة أن اتفاق وقف النار قد أخفق ولا يمكن بظله إعطاء أي ضمانات، وهي ليست في وارد فرض أي شيء على إسرائيل.

ما تقدم يعني للحزب أن زيارته الأخيرة أتت شديدة القسوة في المضمون، وهذا يعتبره الحزب "صحة توجهه" عندما أوحى أنه غير معني بزيارة الموفد ولا بما يحمله في جعبته من رسائل وأوراق، لأنه سبق أن حدد ثوابته في أكثر من محطة وآخرها في كلام أمينه العام الشيخ نعيم قاسم قبل ساعات من وصول برّاك إلى بيروت .
وما كان الحزب "مرتاحا إليه" هو الرد اللبناني على الورقة الأميركية الثالثة والقائمة على أساس أن على إسرائيل إيقاف كل عملياتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية ، وبعدها تشرع الدولة اللبنانية في إيجاد حل لمسألة السلاح باعتباره شأنا لبنانيا محضا.

وحيال كل تلك الوقائع، لا يجد الحزب نفسه مضطرا إلى إضافة أي شيء إلى مواقفه السابقة المعروفة. وفي الإجمال، يجد أن أحداث السويداء وما كان لها من مقدمات ونتائج فرضت وقائع جديدة ألقت بظلالها على زيارة برّاك.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا