آخر الأخبار

الأزياء الليتورجية بتوقيع ماجد بو طانوس.. فن ينسجه الإيمان

شارك
يتغير عالم الموضة باستمرار، وهذا التغيير هو الثابت الوحيد بين الصيحات العصرية والأذواق المختلفة. وفي نافذة على هذا العالم الواسع، مجال متخصص يجمع بين الإبداع الفني والتفاني الروحي، وهو تصميم الأزياء الليتورجية. هذه الملابس، التي غالباً ما تلفت انتباهنا حينما يرتديها رجال الدين في المناسبات المهمة على وجه التحديد، تتخطى أهميتها نوع القماش أو فكرة التصميم، بل هي تعبير عميق عن الإيمان.

ولنستكشف سحر هذا الفن الفريد، كان لـ" لبنان 24 " حديث مع المصمم ماجد بو طانوس الذي تحكي تصاميمه رواية الأقمشة الفاخرة، والخيوط الذهبية والفضية المتلألئة، والتصاميم الدقيقة التي تروي قصصًا تبعده عن الخياطة العادية لتضعه في ورشة شبيهة بملجأ روحي، يتجسّد فيه الإيمان مع كل غرزة.

شرارة دخوله مجال تصميم الأزياء الليتورجية، كانت مع انتخاب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عام 2011.

من هذه اللحظة، انتقل بو طانوس من عالم الأزياء المسرحية وقبلها فساتين الأعراس والسهرات، إلى الملابس الليتورجية المليئة بالقدسية والاحترام. إنها ليست مجرد ملابس، بل هي رموز تحمل معاني عميقة وتساعد على رفع الروح خلال الصلاة والاحتفالات.


وعن أحبّ التصاميم إلى قلبه، أشار إلى أن معارض عديدة ضمن إطار جامعي استقبلت أعماله الفنية تم توثيقها في كتب، فضلاً عن معارض في باريس ، سان فرانسيسكو وغيرها من أبرز مدن العالم.

كما أنه صمّم أثواباً للبابا فرنسيس وللبابا بنيدكتوس الراحلين أيضاً، ما يعتبر علامة مفصلية في تاريخه المهني.


وعلاوة على الأزياء الليتورجية، تعود الذاكرة بأبو طانوس إلى مدرج بعلبك الذي شهد على أعمال صممها لمسرحيات الرحابنة، فضلاً عن أعمال مسرحية وتلفزيونية أخرى أبطالها على سبيل المثال لا الحصر كل من الفنانين عاصي الحلاني ورامي عياش والأب فادي تابت، علماً أن هذا المجال لا يزال يرافقه حتى اليوم، بمعنى أنه لم يترك عالم الفن والمسرح التاريخي.

"كل فنّ يتمّ تجريده من الجمال يصبح غير موجود"، وفق أبو طانوس، الذي أكد أن عالم الأزياء الليتورجية ليس بعيداً عن هذه الجمالية.
وفي هذا الإطار، أوضح أن مصمم هذه الأزياء عليه أن يكون ملماً بحيثياتها، وما ساعده فعلياً هو دراساته المعمقة وأبحاثه العلمية في اللاهوت والأزياء الدينية ومقارنتها بالأزياء عامة ودراسة الرموز والألوان والشعائر الليتورجية، فهو على بيّنة من كل الخطوط التي تتعلق بالأزياء الليتورجية.

واعتبر أنه في مرحلة الإبتكار والتصميم، ما من حقبة معينة يستند إليها المصمم بل خطوط عريضة دينية واضحة، لافتاً إلى أن كل حقبة لها طابعها الخاص الذي يمكن أن يستوحي المصمم منها فكرته.

اللباس الليتورجي يفصل الكاهن من حالته العلمانية إلى حالته الكهنوتية، ومن هنا تكمن أهمية التصميم، وفق أبو طانوس.


وقال: "لا يمكن لفيروز أن تنفصل عن عالمنا لتصبح الملكة في "بترا"من دون ثيابها الملكية، كذلك الكاهن لا يمكن أن ينفصل عن العالم الأرضي ويرقى إلى درجات الكهنوت الخدمي الإلهي من دون الملابس الليتورجية".


وعن الصعوبات التي يواجهها المصمم في هذا المجال تحديداً، قد يكون الحصول على الأقمشة والمواد الفاخرة التي تتحمل الاستخدام المتكرر وتحافظ على جودتها تحدياً مستمراً، فضلاً عن الكلفة التي يتكبدها كل مشروع، بحسب ابو طانوس.

ختاماً، الله يحب الجمال، وهو الذي خلق كل شيء جميلاً. وفي هذا العالم المتسارع، كم هو مؤثر أن يبقى هناك من ينسج الخلود غرزةً بغرزة، ليزين دروب الإيمان وليمجّد الخالق، في دعوة للتأمل في الجمال المنسوج بروحانية عالية.
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا