من المقرر أن يصل الموفد الأميركي توم برّاك إلى بيروت غداً الإثنين، تمهيداً لجولة محادثات رسمية تشمل الرؤساء الثلاثة، وستكون محطته الأولى في قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، قبيل مغادرة الأخير إلى البحرين يوم الثلاثاء في زيارة رسمية.
وتأتي الجولة المرتقبة لبراك في وقت حساس إقليمياً، وسط التصعيد الدامي في الجنوب السوري، ومحاولات بعض الأطراف توظيف المشهد السوري لتوتير الوضع اللبناني.
وتؤكد مصادر سياسية وجود توافق شبه مكتمل بين الرؤساء الثلاثة (عون،
نبيه بري ، ونواف سلام) بشأن الرد
اللبناني على الوثيقة الأميركية المقترحة، التي تتضمن سلة من
القضايا الإقليمية والداخلية. اللافت في هذا الرد، بحسب التسريبات، أنه لا يتضمّن اعتراضاً مباشراً على طرح مسألة سلاح "
حزب الله "، لكنه يربط هذا الملف بضمانات أميركية تمنع استمرار الاعتداءات
الإسرائيلية ، ما يُشير إلى مقاربة أكثر "مرونة" من العادة، وإن بقيت محكومة بسقف سيادي محسوب.
ويتضمن الرد، بحسب المعلومات المتوافرة، موقفاً لبنانياً واضحاً يطالب بانسحاب
إسرائيل من المناطق المتنازع عليها في الجنوب، ويشدد على الإفراج عن الأسرى، بالإضافة إلى الالتزام بإعادة إعمار المناطق المتضررة. كما يظهر الرد انفتاحاً على مسألة ترسيم الحدود مع
سوريا وتنظيم العلاقات الثنائية معها، في إطار رؤية أشمل تتضمن وضع خطة لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم ،كما لا يرفض مبدأ مناقشة مسألة سلاح حزب الله، لكنه يشترط ضمانات أميركية واضحة بوقف الخروقات الإسرائيلية.
وفي سياق موازٍ، جدّد الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط تمسكه بالموقف الذي عبّر عنه في البيان الصادر يوم الجمعة، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار في السويداء كمدخل لأي مقاربة لاحقة. هذا التصريح جاء عقب اجتماع عقده في كليمنصو مع رؤساء الحكومات السابقين
نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام.
وحذرالمجتمعون من استغلال التصعيد الدموي في سوريا لنقل التوتر الطائفي إلى
لبنان ، مشددين على أهمية وحدة اللبنانيين في وجه محاولات إثارة الفتنة، وعلى أن الأجهزة الأمنية
اللبنانية جاهزة للتصدي لأي تهديد قد ينجم عن هذا التوتر الإقليمي.
في الإطار ذاته، وجّه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ سامي أبي المنى، رسالة إنسانية إلى المجتمع الدولي ناشد فيها التدخل العاجل لوقف المجازر التي تطال المدنيين في السويداء، مطالباً برفع الحصار عن السكان وتأمين مقومات العيش الأساسية لهم. وأشار إلى ضرورة رعاية اتفاقات وقف إطلاق النار بما يضمن أمن المجتمع المحلي واستقراره.
وفي سياق اخر، قدّم رئيس
التيار الوطني الحر النائب
جبران باسيل مقاربة لملف النزوح السوري من زاوية "غير تقليدية"، إذ أكد أن موقف "
التيار " لا ينبع من عداء للأجانب، بل من ضرورة إنهاء واقع النزوح غير المنظم، معتبراً أن الحديث عن "عودة مرحلية" يساهم فقط في تطبيع حالة اللجوء.
وشدد باسيل على أن اللامركزية هي السبيل لمعالجة هذا الملف، داعياً البلديات إلى لعب دور فاعل، معتبراً أن الدولة المركزية أظهرت عجزاً عن اتخاذ قرارات جدية، وأن الاتكال يجب أن يكون على السلطات المحلية القادرة على المبادرة دون انتظار المواقف الدولية.