كتب زياد سامي
عيتاني في" اللواء": تسلّم الرؤساء اللبنانيون الثلاثة الرد المكتوب الذي أرسله المبعوث الأميركي الخاص توم باراك، في إطار الوساطة التي تقودها
واشنطن لاحتواء التصعيد الحدودي مع
إسرائيل ، ولطرح «خارطة طريق» شاملة تتضمن مطالب صريحة بنزع سلاح
حزب الله ، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة. وبحسب مصادر دبلوماسية مواكبة، يكتسب هذا الرد الأميركي طابعاً حاسماً، إذ تكرر واشنطن والرياض وصف المرحلة بأنها «الفرصة الأخيرة» أمام السلطات
اللبنانية لتثبيت سيادة الدولة وإنهاء ما تعتبره «دويلة» خارجة عن القانون.
أما حزب الله، فيرفض حتى الآن أي طرح بنزع كامل لسلاحه قبل انسحاب إسرائيلي شامل من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، ويصرّ على أن أي تفاهم يجب أن يتم فقط عبر
الدولة اللبنانية الرسمية، وليس في إطار تفاوض مباشر مع
الأميركيين أو الإسرائيليين. ويعتبر الحزب أنّ الضغوط الأميركية
السعودية تهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك على الحدود دون ضمان حقوق
لبنان السيادية. في هذا المناخ المتوتر، تحاول الرئاسات اللبنانية الثلاث تحقيق توازن دقيق بين مطالب الدول الغربية والخليجية التي تشترط الإصلاح ونزع السلاح، وبين حسابات الداخل اللبناني وتعقيداته الطائفية والسياسية. ويخشى المراقبون أن يتحوّل هذا التفاوض إلى مجرد لعبة شراء وقت إذا لم يتم التوصل إلى آلية تنفيذية واضحة ومقبولة لجميع الأطراف، وسط تحذيرات أميركية من أن «الزمن بات هو المقياس» لأي
التزام ، وأن أي تسويفا سيقابل بعقوبات وضغوط إضافية. وبحسب الدبلوماسيين، ستتم متابعة المفاوضات في الأسابيع المقبلة عبر وساطات دولية متعددة، على أن يعرض الرد اللبناني المعدّل لاحقاً..