ينشغل الداخل اللبناني في سباق مع الوقت لصياغة رد واضح وحاسم على ملاحظات المبعوث الأميركي توم براك الذي من المتوقع أن يعود الثلاثاء المقبل حاملًا اصرار الإدارة الأميركية على ترجمة الالتزامات السياسية إلى خطوات تنفيذية فعلية وعلى وضع جدول زمني واضح لتسليم السلاح غير الشرعي.
وفي انتظار زيارة برّاك الثالثة فإنّ الحكومة
اللبنانية تبدو في مواجهة استحقاق يفوق قدرتها، وينذر بدخول مأزق مزدوج: إما داخلي مع "
حزب الله "، وإما خارجي مع
الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي، وفي الحالين، تواصل
إسرائيل عدوانها على
لبنان .
وخلال جلسة الإحاطة أمس في مجلس الامن في شأن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 ، حذر
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من عواقب عدم انسحاب إسرائيل من التلال والمناطق التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة مع "حزب الله"، مؤكداً أن ذلك "ينطوي على خطر تأجيج خطاب من شأنه أن يزيد من تعقيد المناقشات السياسية الداخلية اللبنانية حيال التزامات احتكار الدولة للسلاح". وأمل "أن تنعكس التطورات في
سوريا إيجاباً على لبنان، بما يشمل تهيئة الظروف اللازمة لإتاحة العودة المستدامة والآمنة والكريمة والطوعية للاجئين السوريين".
وأبلغت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت
مجلس الأمن ، أنّ "الفرصة المتاحة حالياً لتحقيق تغيير ملموس في لبنان لن تبقى متاحة إلى الأبد"، وأشادت "بالخطوات التي اتّخذتها السلطات اللّبنانيّة خلال الأشهر الماضية، وبالتقدّم الكبير الذي أحرزته القوّات المسلّحة اللّبنانية". وأكّدت في المقابل، "أنّ لبنان يواجه مساراً شائكاً على صعيد الإصلاحات، مشيرة إلى الحاجة الملحّة لمعالجة الفساد المتجذر والزبائنية وكذلك مسألة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة". وشدّدت على أنّ "لا مجال للعودة إلى الوراء. هذا العمل يجب أن يُنجَز لاستعادة ثقة الناس، والمستثمرين والمودعين، والحفاظ على الاستقرار، وبالتأكيد لتحفيز عجلة التمويل لمسار التعافي وإعادة الإعمار".
في سياق آخر، تتكثف الاتصالات الرسمية والسياسية والدينية لمنع انزلاق لبنان إلى أتون اقتتال داخلي يشكل امتداداً للاقتتال الذي اندلع في محافظة السويداء
السورية ، وقال مصدر أمني "إن ردة الفعل السريعة من قبل الجيش والأجهزة الأمنية والقوى السياسية المعنية أدت للسيطرة على أي محاولة لانسحاب ما يحصل في السويداء إلى لبنان"، لافتاً إلى "أن الجيش منع قطع الطرقات، وتم اتخاذ تدابير استثنائية على الأرض، وتسيير دوريات واستحداث نقاط مراقبة لمنع تفلت الأمور"وأشار إلى" أنه ما دام الاتفاق ساري المفعول في السويداء، فالأمور تتجه للتهدئة في لبنان".
وفي السياق نفسه، لفتت مصادر "الإشتراكي" إلى أنّ النائب السابق
وليد جنبلاط يبذل جهداً استثنائياً لضبط الشارع الدرزي، وهناك تعاون كبير مع
الأجهزة الأمنية لتحييد المناطق الدرزية عن أي انعكاسات أو تداعيات. ويبدو أنّ تلك الجهود نجحت حتى الآن، إذ لم تسجّل إلا حادثة وحيدة على أوتوستراد صوفر - عاليه، حيث تجّمع عشرات الشبّان وأقفلوا الطريق هاتفين: "بالروح
بالدم نفديكِ يا سويداء، قبل أن يتدخّل الجيش لفتح الطريق".