نالت الحكومة برئاسة الرئيس نواف سلام، ثقة المجلس النيابي مجددًا، حيث حصلت على 69 صوتًا وحجبها تسعة نواب من أعضاء "تكتل
لبنان القوي"، وامتنع أربعة نواب، هم: آغوب ترزيان، عماد الحوت، نبيل بدر وفريد البستاني.
وكتبت" النهار": في المشهد الداخلي، بدت المعادلة الساخرة في بعض جوانبها أن النائب
جبران باسيل بصفته رئيس كتلة "
التيار الوطني الحر " النيابية التي تشكل واقعياً الكتلة
المعارضة الوحيدة للحكومة والتي وحدها لا تشارك في الحكومة، قدّم للحكومة الهدية الأثمن من خلال طرحه الثقة بها ونيلها الثقة المتجددة من غالبية مجلس النواب. وإذ بدا
باسيل في إصراره على طرح الثقة كأنه أراد إحراج النواب في الكتل المشاركة في الحكومة بعدما سدّد عدد كبير منهم الانتقادات لها، غير أن الغالبية المؤيدة للحكومة والمشاركة فيها جيّرت الثقة المتجددة بها إلى كلمة رئيسها نواف سلام الذي أسهب في شرح ما قامت به في خمسة أشهر فقط، ولكن المحور الجاذب الأساسي في ردّه تمثّل في تجديده الحاسم للالتزام ببسط سيادة الدولة واحتكارها للسلاح، وترجم التاييد لكلمته قبل التصويت على الثقة بتصفيق واسع متكرر خلال إلقائه كلمته.
وقد ركز سلام في كلمته على أن كل القرارات ستمر عبر
مجلس الوزراء من خلال قوله: "نحن حريصون على سيادة قرارنا والإملاء الوحيد الذي سنقبل به وننصاع إليه هو ما يقرره مجلس الوزراء". كما تحدث الرئيس سلام عن "بسط سيادة
الدولة على المناطق
اللبنانية في شمال الليطاني كما في جنوبه. وهي تعي أن من شأن هذا السعي أن يتم على مراحل، وهي تتطلع إلى تحقيق أهدافه في مدى زمني غير بعيد".
وكتبت" الاخبار":جدد مجلس النواب الثقة بالحكومة، بعد مطالبة النائب جبران باسيل بذلك، وتوزعت الأصوات على الشكل التالي: 69 صوتًا ثقة، و9 لا ثقة، و4 ممتنعين.
«القوات اللبنانية» التي أرعد وأزبد وزراؤها في الجلسة الحكومية الأخيرة اعتراضاً على القفز فوق آلية التعيينات وتغليب المحاصصة على الكفاءة وعدم مناقشة ورقة براك في مجلس الوزراء، خفّضت سقف خطابها في مجلس النواب إلى الـ«مينيموم»، مكتفية باعتراض خجول على التعيينات. وكذلك فعل من يسمون أنفسهم «تغييريين» و«مستقلين». فهؤلاء الذين تعاموا عن العدوان
الإسرائيلي وركّزوا على السلاح وهاجموا
التيار الوطني الحر لأن نوابه استعملوا حقهم في مساءلة مجلس الوزراء، أربكتهم ازدواجيتهم: انتقدوا الحكومة ولكنهم حيّدوا رئيسها. لكن، بدا واضحاً في جلستَي أمس وأول من أمس، أنهم يدركون جيداً إخفاق الفريق الحكومي الذي يمثلهم ويمثلونه، وخيبة آمال المواطنين من «لبنان الجديد» الذي بشروا به حين انتُخبوا نواباً وحين أتوا بسلام رئيساً، وحين شكّل الأخير حكومة وفق معاييرهم.
وكتبت" اللواء": طرحت الثقة، وأعاد المجلس النيابي بكتلته الحيوية الثقة بحكومة الرئيس نواف سلام، الذي ردّ بالتأكيد على احترام ما قاله النواب، مؤكداً عزمه على مواصلة العمل على الرغم من الصعوبات والعراقيل، مجدداً الإعتزام والاصرار على «الاصلاح والانقاذ».
على أن الأهم، خروج المناقشة بحلة الحرص النيابي والوطني على الاستقرار العام، في ظل عدوانية اسرائيلية تجاوزت كل الحدود، وحوّلت
سوريا إلى أهدافٍ عسكرية من دمشق إلى الجنوب السوري، ومقر قيادة الاركان، وربما قصر الشعب.