واشنطن مصممة على إرساء آلية جديدة لتثبيت وقف النار

مصدر الصورة

كتبت سابين عويس في" النهار": ظهرت من التعامل الرسمي مع الرد الأميركي على الرد اللبناني، محاولات لإرساء أجواء من الإيجابية بعد التسريبات الأخيرة الكاشفة عن أن واشنطن تعاملت بإيجابية مع رد لبنان .
وفي انتظار الموعد المرتقب لعودة الموفد الأميركي الرئاسي توم براك إلى لبنان، باتت السلطات اللبنانية أمام استحقاق ترجمة التزاماتها التي تعهدت بها في ردها على المقترح الأميركي، والتي اشترطت فيها أن تكون إسرائيل صاحبة المبادرة في اتخاذ الخطوة الأولى، انطلاقاً من أنها تخلفت عن تنفيذ اتفاق وقف النار، سواء من حيث الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة أو من حيث وقف الخروق اليومية، أو تسليم الأسرى.
وعليه، لا يلتزم لبنان القيام بأي خطوة على طريق تسلم سلاح " حزب الله " قبل أن تباشر إسرائيل انسحابها. وثمة اقتناع راسخة لدى الفريق اللبناني المفاوض بأن إسرائيل ليست في وارد تقديم أي خطوة تسهل على السلطات اللبنانية السير بتطبيق الاتفاق.
توازيا، تواصل لجنة المستشارين اجتماعاتها، وقد عقدت اجتماعاً أمس في بعبدا ، على أن تستكمله في اجتماعات أخرى لوضع ملاحظات لبنان على الرد الأميركي. وعلم من مصادر اللجنة أن ثمة بنودا يمكن لبنان التزامها، في حين أن هناك أمورا لا يمكنه فعله، ويجري العمل على صيغة لها. وتصف هذه المصادر الجو الإيجابي السائد بأنه محفوف بالحذر، لأن أي اتفاق سيتم التوصل إليه سيكون رهن الالتزام الإسرائيلي .

وفي هذا السياق، يعول لبنان على من يصفهم بأصدقائه للضغط على إسرائيل والحصول على ضمانات، والدور الضاغط الأساسي لا بد أن يكون لواشنطن، الوسيط في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، والتي قدمت اقتراحاتها بحثاً عن آلية جديدة لتثبيت اتفاق وقف النار، الذي تعتبره أساساً لأي إجراءات مستقبلية، بعدما تبين لها فشل تطبيقه، إن من خلال اللجنة العسكرية الخماسية ، أو من خلال لبنان وإسرائيل.
ولا تستبعد مصادر سياسية أن تنجح المبادرة الأخيرة التي تقودها واشنطن ويدعمها حلفاؤها فيها، والسبب أنها الفرصة الأخيرة، والحزب بات يعي هذه الحقيقة، وبات جاهزاً بالرغم من السقوف العالية لخطابه السياسي.