آخر الأخبار

زيارة واقعية ام مناورة سياسية

شارك
بعد زيارة المبعوث غير الرسمي توم براك إلى بيروت ، أثار تصريحه الإيجابي حول الواقع اللبناني سلسلة من التفسيرات المتباينة. فالرجل الذي تربطه علاقات وثيقة بمراكز القرار في واشنطن ، أطلق مواقف لافتة بعد لقائه عددًا من المسؤولين اللبنانيين، وصف فيها الوضع بطريقة عقلانية، وهذا ما رأى فيه البعض تحوّلاً في لهجة الإدارة الأميركية تجاه لبنان .

التفسير الأول لهذا التحول يرى أن كلام براك يعكس تعاملًا واقعيًا من قبل واشنطن مع تعقيدات الساحة اللبنانية ، وخصوصًا بعدما تبيّن لها أن التهويل الإعلامي والسياسي الذي مارسته خلال الأشهر الماضية لم يُثمر تنازلات سريعة من القوى اللبنانية، وخصوصًا " حزب الله ". ويبدو أن الأميركيين ، بحسب هذا الرأي، استنتجوا أن أي تصعيد حقيقي لا يخدم مصالحهم الاستراتيجية في الوقت الراهن، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية الأوسع، وبالتالي اختاروا التراجع خطوة إلى الوراء، مع الحفاظ على خطاب هادئ ومنفتح نسبيًا تجاه المطالب التي حملها الرؤساء اللبنانيون في لقاءاتهم الأخيرة.

أما التفسير الثاني، فهو أكثر تشاؤمًا، ويقول إن الولايات المتحدة انسحبت فعليًا من الملف اللبناني، أو في أقل تقدير، جمّدت انخراطها المباشر فيه، وقررت تركه يتخبّط داخليًا. وبحسب هذا التفسير، فإن تصريحات براك ليست سوى إشارة إلى لامبالاة أميركية متعمدة، تعكس "العناد اللبناني" أمام الضغوط، وتترك مسألة معالجة ملف سلاح الحزب للاصطدامات الداخلية، بدلًا من الحلول الدولية.

إلى جانب هذين التفسيرين، يبرز تحليل ثالث أكثر تشاؤمًا، يتحدث عن خديعة دبلوماسية أميركية، هدفها تهدئة الأجواء سياسيًا، والتغطية على نية محتملة لتنفيذ ضربة مفاجئة تنفذها إســرائيل ضد مواقع حساسة داخل لبنان. أصحاب هذا الرأي يرون في تصريحات براك محاولة لـ"تبليع" لبنان أجواء تطمينية، فيما يُحضَّر في الخفاء سيناريو أكثر تصعيدًا، قد لا يكون بعيدًا في التوقيت ولا في النية.

بين التفسيرات الثلاثة، تبقى الأيام المقبلة كفيلة بكشف المسار الحقيقي، وما إذا كانت واشنطن قد قررت التهدئة فعلاً، أم أنها تُعدّ العدة لمرحلة مختلفة بالكامل.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا