آخر الأخبار

إيجابيّة واقعيّة أو حشر لحزب الله وسعي لتمديد المهل؟

شارك
كتبت جويل بو بونس في" الديار": خرج الموفد الاميركي توم بارّاك ليعلن من على منبر قصر بعبدا ، بعد لقاء جمعه برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، جملة مواقف بثت جرعة امل في نفوس اللبنانيين.
لعل ابرز ما قاله بارّاك يتلخص بالتالي: "انا ممتن للرد اللبناني وراض، وفيه الكثير من الافكار، وما نحتاج اليه اليوم هو فترة للتفكير للوصول الى التفاصيل"، واضاف " ليس هناك من اي جدول زمني مطلوب من لبنان الالتزام به، خصوصا انه يريد صيغة حول ما يريد تحقيقه ونحن هنا للمساعدة ". واكمل: "المنطقة تتغير والتحولات كبيرة، وعلى لبنان الاختيار اذا كان يريد ان يجاري هذا التغيير او لا ، وتفوته الفرصة".
هل الرد اللبناني فعلا مرض لاميركا و"اسرائيل"؟ وهل صحيح ان لا جدولا زمنيا مطلوبا لتسليم السلاح؟ او ان خلف هذه التصريحات الايجابية خفايا وكواليس بقيت في اطار المجالس بالامانات، وما التصريحات العلنية الا محاولة لحشر حزب الله في الزاوية ؟

لعل الاجابة على هذه الاسئلة تستشف من البيان المفاجئ، الذي اصدره رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، الذي تزامن مع لقاءات بارّاك مع المعنيين سائلا: "هل عدنا إلى بدعة نظام الأسد في الترويكا؟ وهل الدولة اللبنانية أصبحت بانتظار ما سيقوله حزب الله"؟ وطالب الحكومة اللبنانية بالاجتماع دون إبطاء، وان تحضِّر ردا وطنيا لبنانيا على المقترح الاميركي "، ما استدعى ردا من المعني الاول رئيس الحكومة نواف سلام، نافيا اي ترويكا في ما خص آلية التفاوض مع المبعوث الاميركي"، وقال: "نحن نعرف تماما ان القرار يتخذ في مجلس الوزراء ولا احد يزايد علينا".
مصادر مطلعة على جو سلام اكدت ان بارّاك اكد لسلام انه سيدرس الافكار والاوراق التي قدمها لبنان، وسينقلها للادارة الاميركية على ان تكون الاجابة عليها قريبا. ورأت المصادر ان نافذة ما فتحت لاستكمال التفاوض، توصلا لصيغة مرضية للجميع.
وشددت المصادر، في اطار التعليق على كلام جعجع، بان سلام يرفض من الاساس موضوع الترويكا، واصلا لا وجود لها والاكيد ان الامور ستطرح على الحكومة، لكننا لا نزال في مرحلة تفاوض على ملف بمستوى وطني. ما فهم منه ان مسألة السلاح ستبحث فعلا على الطاولة الحكومية، لكن بعد ان يكون قد تبلور مسار التفاوض.
وفي هذا السياق، اكدت اوساط متابعة للقاءات بارّاك، ان ما قدمه الرئيس عون لباراك، وهو عبارة عن 7 اوراق وبمثابة رد الدولة الرسمي، فيما ملاحظات حزب الله تشمل امورا اوسع بكثير من رد لبنان، وهذه الملاحظات تحديدا سلمها الرئيس بري لباراك في لقائهما امس. وتنطلق الاوساط من هذه الوقائع لتشير الى ان رد لبنان الرسمي، يتمايز عن اجوبة او ملاحظات الحزب، باستثناء الجزء المتفق عليه والمتعلق بما هو مطلوب من العدو "الاسرائيلي" تنفيذه، تطبيقا لاتفاق وقف اطلاق النار الذي التزم به الحزب بشكل كامل، فيما تنصلت منه "اسرائيل".
ولكن هل من تمايز وتباين بوجهات النظر بين بري وحزب الله؟ تجيب المصادر "خلينا ما نقول تباين انما مسافة بالمواقف ، ولو ان حزب الله لم يسلم اي رد او اجوبة خطية للرؤساء، بل ملاحظات للرئيس بري.
وتكمل المصادر بان عبارة باراك بان المنطقة تتغير وعلى لبنان الاختيار، كفيلة بالتأكيد بان المسؤولية تضعها واشنطن على عاتق المسؤولين كي يسرعوا بملف السلاح . وتضيف المصادر :
اذا كان كل شيء واضحا والرد جيدا ومرضيا، فلماذا اذا مهلة التفكير؟ ولماذا لا تطرح الامور بشكل واضح امام الجميع؟ ومم يخشى الرؤساء الثلاثة كي يتكتموا بهذه الطريقة؟ وتختم "لا مش ماشي الحال".
وفي الاطار نفسه، كشفت اوساط مطلعة على جو لقاء عون - باراك ان الاجتماع كان ممتازا، وقد استفسر خلاله باراك حول كل نقطة من الملاحظات التي دوّنها لبنان ، واكد على مسمع رئيس الجمهورية انه سيدرسها، ويعمل عليها كي تصبح قابلة للتنفيذ ، وقال انه سيعود ولكن اذا تعذرت عودته بسبب انشغالاته بملفات اخرى، فالاجوبة الاميركية تسلّم عندها للسفيرة الاميركية التي تنقلها للبنان.
اما حزب الله المعني الاول بما يحصل، فاكدت اوساط مطلعة على جوه بان الجزء المهم من الرد اللبناني ينسجم مع ما يطالب به الحزب، اذ لا يمكن الانتقال لاية مرحلة اخرى قبل تطبيق الاتفاق الاول بكل بنوده، وقالت: "ما سمعناه مقدمة لفتح الامور والمسار بروية" ، لاسيما ان باراك ميّز بين حزب الله السياسي وحزب الله بجناحه العسكري.
وبحسب معلومات خاصة للديار، فالرئيس عون كان ابلغ حزب الله سابقا، ان ما ورد بخطاب القسم لجهة استراتيجة الامن الوطني لم يعد صالحا، بعد تطورات المنطقة التي عصفت بسوريا ولبنان وغزة وايران، اذ لم يعد بالامكان الحديث عن استراتيجية دفاعية في ظروف كهذه.
ما يعني عمليا ان نزع سلاح حزب الله ليس باليد راهنا، مهما اشتدت الضغوطات.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا