آخر الأخبار

براك عائد الى لبنان: هل من جدوى؟

شارك

كما أعلن في زيارته الأخيرة لبيروت، وهي الثانية له، يعود الموفد الأميركي الرئاسي الخاص إلى سوريا ولبنان توم برّاك إلى بيروت منتصف الأسبوع المقبل في زيارة ثالثة .

وكتبت سابين عويس في"النهار":لا يزال الغموض يكتنف جدوى الزيارة ومضمونها، في ظل استمرار المماطلة اللبنانية الرسمية في التعامل مع واشنطن ، لجهة إعطاء أجوبة واضحة والتزامات جازمة عن الأسئلة والمقترحات المطروحة، سواء في ما يتصل بموضوع سلاح " حزب الله "، أو قطع تمويله أو تثبيت الحدود الشمالية الشرقية والجنوبية .

بين المقترح الأميركي الأول والرد اللبناني عليه، ثم الرد الأميركي، تستعد لجنة المستشارين لتسليم الرد الثاني للبنان الذي يتضمن الملاحظات على الرد الأميركي. وهكذا، يمضي الوقت في الردود، فيما لا التزامات حاسمة وجازمة من جانب لبنان بالرغم من إشارة رئيس الحكومة إلى التزامه وقتا لتسليم السلاح، من دون تحديد موعد زمني أو أجندة محددة، أو آلية، وسط تصاعد وتيرة الخطاب السياسي لـ"حزب الله" الرافض للورقة الأميركية من الأساس، وقد جاءت مواجهات السويداء لترفع وتيرة التشدد، على قاعدة تحسين شروط التفاوض! في الانتظار، ثمة من يسأل عن جدوى زيارة برّاك الثالثة، وما يمكن أن تقدمه واشنطن بعد في وساطتها في ظل المتغيرات الأخيرة في المشهد .

في المعلومات المتوافرة لـ"النهار"، لا تغير في الموقف الأميركي، وبالتالي الرهان على نفاد صبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير مجدٍ، كما الرهان على "الدي إن إي" اللبناني لبرّاك. والواقع أن الجانب اللبناني الرسمي لا يزال يراهن على تفهم أميركي لصعوبة فرض أجندة زمنية قصيرة. فإلى أين وصلت الأمور على مسافة أيام قليلة من زيارة الموفد الأميركي الآتي لتسلم الرد اللبناني؟

في المعلومات أن التفاوض يجري الآن بين اللجنة والسفارة الأميركية التي تنقل ملاحظات لبنان إلى واشنطن وتردّ عليها تمهيداً لتجهيز الرد الذي سيسلم إلى براك .

لا تزال العقدة الأساسية محور الاتصالات والمشاورات، تتصل باستمرار تمسك الحزب برفضه. وفي هذا الإطار، يتولى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الحوار مع قيادات الحزب للتوصل إلى تفاهم على أمرين أساسيين لا يزالان يحتاجان إلى معالجة: الآلية التنفيذية لتسليم السلاح، والكلام هنا على الصواريخ الباليستية في شكل أساسي، في ظل السؤال لمن ستسلم؟ والأمر الثاني يتعلق بالضمانات التي سيحصل عليها الحزب بعد تجريده من سلاحه، علماً أن واشنطن لا تقدم أي ضمانات، وإسرائيل تستمر في اعتداءاتها الرامية إلى تفجير الأسلحة ومنع تسليمها .

وفي المعلومات أيضاً أن المهلة الزمنية التي كان طلبها براك، وهي 120 يوماً، أي أربعة أشهر، لاقت اعتراضاً من الجانب اللبناني العاجز عن التوصل إلى تفاهم مع الحزب على إنجاز آلية تنفيذية في هذا الوقت القصير ، مطالباً بتمديد المهلة إلى 180 يوماً، أي ستة أشهر. من هنا الكلام عن مهلة الأشهر الستة، وهي ليست نهائية ولم توافق عليها واشنطن بعد .

في الخلاصة، لا تزال البلاد مفتوحة على 3 سيناريوات غير واضحة المعالم يفترض أن تجيب عنها الورقة، فإما أن تعجب براك وتغضب الحزب، وإما أن تعجب الحزب وتغضب برّاك، وإما أن تغضب الاثنين معا، والعمل جارٍ توصلاً إلى سيناريو رابع صعب جداً حتى الآن، وهو أن ترضي الورقة الحزب وواشنطن وتل أبيب !

لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا