ذكر موقع "UnHerd"
البريطاني أنه "قبل عامين، كان مجرد ذكر احتمال نزع سلاح
حزب الله في
لبنان كافياً لإثارة الغضب واتهامات بمحاولة إثارة الصراع الطائفي. ولكن في
الشرق الأوسط اليوم أصبح ما لا يمكن تصوره مادة لعناوين الأخبار اليومية، والآن حزب الله نفسه هو الذي يدرس احتمال تخفيض ترسانته".
وبحسب الموقع، "في أعقاب حربه مع
إسرائيل ، وإزاحة حليفه بشار
الأسد في
سوريا ، وحرب إسرائيل مع
إيران ، بادر حزب الله إلى "مراجعة استراتيجية" يقوم فيها بإعادة تقييم هيكله الهرمي، ودوره السياسي في لبنان، وحتى حجم مخزونه من الأسلحة. ورغم أن الحزب يزعم أن نزع سلاحه بالكامل ليس مطروحا على الطاولة، فإنه يفكر في التخلي عن أسلحته الأكثر فتكاً، بما في ذلك الصواريخ والطائرات من دون طيار، مقابل انسحاب إسرائيل من المناطق الحدودية
اللبنانية التي لا تزال تحتلها ووقف هجماتها المستمرة على حزب الله في كل أنحاء البلاد".
وتابع الموقع، "في الواقع، لقد شهدت الساحة اللبنانية تحولًا جذريًا خلال الأشهر الستة الماضية، لا سيما مع انتخاب قائد الجيش السابق العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية ونواف سلام رئيساً للحكومة، وكلاهما معارض للحزب. لقد أصبحت الدعوات التي وجهتها شخصيات عامة لبنانية لحزب الله لإلقاء سلاحه بعيدة كل البعد عن المحرمات. في الواقع، يمكن القول إن نزع السلاح أصبح أمراً شائعاً، وبات سياسيو البلاد ينظرون بشكل متزايد إلى نزع السلاح باعتباره جزءاً أساسياً من إخراج لبنان من الأزمة المتعددة الجوانب التي يواجهها الآن بعد سنوات من الفوضى المالية وأكبر حرب شهدها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن".
وأضاف الموقع، "هذا أبعد ما يكون عن نهاية حزب الله، ولكن نظرًا لمزيج من الضرورة القصوى وواقع النظام الشرق الأوسطي الجديد، فإن هذه الخطوة مفهومة. سوف تبقى إسرائيل عدو الحزب، إنما من الناحية العملية، سوف يتحول تركيزه إلى مكان آخر. وسوف يركز حزب الله على خدمة قاعدته الشيعية والتعامل مع المشهد السياسي المحلي المتغير حيث لم يعد يُنظر إلى أسلحته باعتبارها بوليصة تأمين ضد إسرائيل، بل باعتبارها تشكل تهديداً للبنان. ومن خلال القيام بذلك، سوف يعمل الحزب على تسريع التحول الذي من المرجح أن تحاكيه العديد من الفصائل في شبكة إيران بالوكالة في العراق وغزة وخارجهما: حماية نفوذ الشيعة السياسي في المنطقة ليس من خلال العسكرة، ولكن من خلال القوة الناعمة المحلية والتأثير الاجتماعي والاقتصادي على المجتمعات الشيعية الفردية".
وبحسب الموقع، "في الوضع الراهن، يجد الشيعة اللبنانيون أنفسهم في مأزق: فهم لا يزالون يعتمدون على حزب الله وحلفائه في الدعم السياسي والاقتصادي، لكن إمكانيات الحزب لا تزال محدودة لمساعدتهم .
باختصار، تركت الصراعات مع إسرائيل منذ عام 2024 إيران ووكلائها مكشوفين، ليس عسكريًا فحسب، بل ماليًا أيضًا. إن مهمة لبنان هائلة حقاً، فوفقاً للبنك الدولي، أسفرت الضربات
الإسرائيلية في العام الماضي عن احتياجات إعادة إعمار بلغت قيمتها الإجمالية 11 مليار دولار، مع تضرر أو تدمير حوالي 163 ألف وحدة سكنية، معظمها في جنوب وشرق البلاد ذات الأغلبية الشيعية. ولكن على النقيض من الوضع في عام 2006، بعد الحرب السابقة التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله، فإن المانحين الدوليين غير راغبين في تقديم يد العون للبنان هذه المرة بسبب الاضطرابات الاقتصادية المتفاقمة في البلاد والنخبة السياسية غير القادرة، أو غير الراغبة، في فعل أي شيء حيال ذلك. وبطبيعة الحال، رفضت
الولايات المتحدة أيضًا المساعدة في إعادة الإعمار حتى يتم نزع سلاح حزب الله".
وتابع الموقع، "إذا رفض حزب الله التخلي عن أسلحته، فإنه سوف يعرض نفسه ليس فقط لغضب اللبنانيين غير الشيعة، بل وربما لتداعيات سياسية أيضاً. وإذا كان يأمل في الحفاظ على نفوذه حتى بين الشيعة اللبنانيين، فإن فتح الباب أمام إعادة الإعمار أمر ضروري، وكذلك توجيه موارده المحدودة الآن لدعم مجتمعاته، التي تحملت وطأة العنف الذي وعد حزب الله بحمايتهم منه. هذا التغيير الناشئ في المعادلة ليس الحل السحري الذي سيحل مشاكل لبنان المتعددة، لكنه قد يكون الخطوة الأولى نحو خلق مشهد سياسي أكثر ديناميكية، تُوزّع فيه السلطة عبر المؤسسات، لا بالقوة".