كتب معروف الداعوق في" اللواء": يرسم صياغة رد الدولة على موضوع نزع السلاح من حزب الله ، بالتوازي مع انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب، كيفية رؤية الدولة وتعاطيها مع هذه المشكلة، التي باتت المشكلة الاساس، وحلها يساعد في تسريع حل باقي المشاكل، بعدما اصبح موضوع نزع السلاح مطلبا محليا وخارجيا، وبات يتطلب وضع الحلول له، بالرغم من الاعتراضات التي يبديها بعض قادة الحزب، ورفضهم تسليمه للدولة، كونه ورقة قوة في مواجهة اسرائيل من وجهة نظرهم، في حين اظهرت وقائع الحرب الاسرائيلية مع الحزب، طوال العامين الماضيين، عدم تكافؤ سلاح الحزب مع السلاح الاسرائيلي، ما يجعل استمرار وجود السلاح على حاله، عديم الجدوى، ويصبح عبئاً على الحزب والدولة كلها .
يكشف مضمون رد الدولة ايضا، ما اذا كانت قد التزمت باصرارها وثباتها على وضع صيغة لحل مشكلة سلاح حزب الله، تتماشى مع مصلحة لبنان واللبنانيين، ام وضع صيغة فضفاضة، تحتمل اكثر من تفسير، ولا تحظى بموافقة اللبنانيين انفسهم، وتفتح ابواب الرفض الخارجي واستمرار دوران لبنان في الحلقة الفارغة نفسها، وابقائه رهينة الحصار المالي والاقتصادي العالمي، وتعطيل كل محاولات اعادة اعمار ماهدمته الحرب الاسرائيلية على لبنان.
لا يحتمل صياغة الرد اللبناني على ورقةالموفد الاميركي براك، اي التباس في موقف الحزب من تسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية، وخارج الاطار المرسوم ضمناً في الورقة نفسها، بل يتطلب صياغة جواب حاسم، يظهر جدية وقوة السلطة في الايفاء بوعودها والتزاماتها تجاه الداخل والخارج، وقطع الطريق على اي محاولات لتعطيل مسار الدولة في انهاء ملف نزع سلاح الحزب، وحصر السلاح بيد الدولة وحدها، وبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية.