كتبت" نداء الوطن": سجلت أوساط دبلوماسية مواكبة لمهمة الموفد الرئاسي الأميركي أن الورقة التي أودعها الأخير في عهدة المسؤولين في زيارته الأولى في 19 حزيران الماضي تعتبر مفصلية، وفي حال تبني
لبنان لها سيكرس ذلك احتكار الدولة للسلاح. أما في حال عدم تبنيها، فمن شأنه أن يدفع الوضع اللبناني إلى مزيد من السخونة والمواجهة العسكرية.
أضافت: "الورقة الأميركية هي على طريقة take it or leave it. والأولوية التي وضعتها
الولايات المتحدة وإسرائيل هي غير أولوية الفريق المحلي الذي يضع أولوية انسحاب
إسرائيل والتي باتت أولوية ساقطة. وقد سبق وجربت هذه الأولوية في القرار 1701 لكنها سقطت. واليوم هناك إصرار على خطوة تلي خطوة تبدأ بانسحاب "
حزب الله " من شمالي الليطاني ثم من
بعلبك ثم من الضاحية الجنوبية كي يذهب لبنان إلى ترسيم الحدود الجنوبية والانسحاب الكامل لإسرائيل".
وتابعت الأوساط نفسها قائلة: "هناك من لا يزال يتذاكى في لبنان
على أمل أن يؤدي ذلك إلى سقوط خطة براك كما حصل سابقًا مع المبعوث السابق آموس هوكستين الذي طالب بفصل
جنوب لبنان عن غزة ما أدى إلى حرب أيلول الماضي حتى أتى
الأمين العام الحالي لـ "الحزب" الشيخ نعيم
قاسم فوافق على الفصل في آخر الحرب. ويتكرر الرفض بدءًا من 27 تشرين الثاني الماضي ولغاية اليوم على قاعدة أولوية انسحاب إسرائيل أولًا لكن من دون طائل".
وقالت الأوساط الدبلوماسية: "ربما أكثر ما يمكن الحصول عليه انسحاب إسرائيل من موقعين على أن يتم احتكار الدولة للسلاح فورًا في جنوب الليطاني ضمن عملية مقسّمة على 3 مراحل تنتهي بتسليم "الحزب" كل أسلحته. وتتمتع إسرائيل طوال هذه المراحل بالعمل الذي تواصله حاليًا باستهداف من تريد استهدافه كي تنتهي من كل ورشة السلاح".
وحذرت الأوساط نفسها من "أن التذاكي المستمر سيأخذ لبنان إلى أيلول جديد بعدما شهد أيلول السابق مجزرة البيجرز واغتيال الأمين العام السابق
حسن نصرالله . وقد يكون أيلول الجديد في
تموز الحالي أو آب المقبل أو في أيلول القادم، علمًا أن وضع إسرائيل اليوم مقارنة مع وضعها في آخر زيارة لهوكستين العام الماضي أقوى بكثير ما يعني ذهاب الأمور إلى مزيد من السخونة".
وخلصت إلى القول: "الواقع الحالي يفيد أن السلطة لا تريد أن تتحمل المسؤولية عن الصدام مع "حزب الله". مقابل أن أميركا وإسرائيل مصرتان على احتكار الدولة السلاح" أما "حزب الله" فيعتبر أن حدود تسليمه السلاح هو جنوب الليطاني. نحن أمام أيام مفصلية ستحدد اتجاه الأحداث".