كتب رضوان عقيل في" النهار": لم يحسم
لبنان بعد رده الرسمي على الموفد الأميركي توم برّاك. وفي الساعات الأخيرة، أبلغ الرئيس
نبيه بري بملاحظاته على ورقة
البيت الأبيض التي جاءت بطلب من الرئيس الأميركي السابق
دونالد ترامب ، ويلتقي "الثنائي الشيعي" على نقاط عدة، وإن كان بهامش أكبر عند رئيس المجلس. ويحرص المعنيون بهذا الملف على عدم تسريب ما سيُقدم لبرّاك، نظراً إلى حساسية النقاط المطروحة، والتي تتناول ما سيتبلور بحسب ما ورد في المطالب الأميركية لترتيب العلاقة مع
إسرائيل وسوريا، كما ستتناول الإجابة ملف الإصلاحات المالية التي تطلب الإدارة الأميركية تطبيقها في المؤسسات والإدارات العامة، نظراً لتحول معظمها إلى مسرح للفساد والتهرب من تطبيق القانون. أما "
حزب الله "، المعني الأول بملف السلاح والرد على برّاك، فلا يمكن التقليل من حجم الضغوط التي تشتد وتيرتها كلما اقترب موعد قدوم برّاك. وقبل تلقي الرد المكتوب، توصلت قيادة الحزب إلى أولويات اطّلع عليها الرؤساء الثلاثة، ولا سيما منهم
بري ، وتتمثل في:
التأكد من الانسحاب
الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة في الجنوب.
كيفية وضع استراتيجية أمنية حقيقية تقوم على مبدأ أن إسرائيل ستبقى عدوة لبنان ولن تتركه خارج خريطة طموحاتها. عدم تجاهل ملف إعمار الجنوب، الذي يضعه الحزب في صدارة الأولويات.
ومع تسليط كل الأضواء على برّاك، فقد وصلت منه أسئلة إلى الرئيسين جوزف عون ونبيه بري، تركّز على عنوان واحد: كيف سيواجه لبنان العدوان الإسرائيلي في
المستقبل ، ولا سيما أن بنيامين نتنياهو، بحسب قراءة الحزب، لم يلتزم أي التزامات في السابق، وهو ما درج على فعله مع
الفلسطينيين سابقاً ولاحقاً. لا يمكن، وفق رؤية الحزب، التعامل مع نتنياهو الذي يُستحيل الركون إليه "ولو بضمانات أميركية، لأن الوقائع تثبت أن أصحابه يتنصلون منها".
وفي معطيات ردّ الحزب ضمن عرض المطالب الأميركية -
الإسرائيلية ، يسأل الحزب عن مصير التأكد من عدم تكرار عدوان إسرائيلي في المستقبل، متوقفاً عند ما سمعه من جوزاف عون، لناحية التوصل إلى استراتيجية أمنية لبنانية.
وقد تلقى الحزب رداً بالواسطة من
الأميركيين وعبر قنوات أخرى يفيد بأن إسرائيل لن توقف حربها ما لم يتم تسليم سلاح الحزب إلى الجيش اللبناني.وبينما لا يزال الحزب تحت وطأة هذه الضغوط، يؤكد عبر قياديين في مجالسهم الضيقة والصالونات الديبلوماسية أن قدراته العسكرية لم تنتهِ، وأن الحرب تبدأ من إسرائيل "وهي لن تكون من طرف واحد، ونحن جاهزون لكل الخيارات". وإذا فُرضت هذه المواجهة مجدداً مع إسرائيل، فلن يقف الحزب متفرجاً، ولبنان هو من يريد الحصول على ضمانات، "وليس العدو المستمر في مواصلة خروقاته، وهو لم ينسحب من النقاط المحتلة في أول شهرين من وقف النار".وينبّه الحزب، وقد أبلغ هذا الموقف إلى دوائر الرؤساء الثلاثة ومستشاريهم المعنيين، إلى الشق المتعلق بترتيب العلاقات مع
سوريا ، ورفض ارتكاب "جريمة التنازل" في ملف مزارع شبعا
اللبنانية ، علماً أن تلبية السلطات الجديدة في دمشق للمطالب الإسرائيلية لن تصب في مصلحة السوريين أولاً ولا لبنان، "وحذارِ من التفريط بمزارع شبعا، ولا سيما أن أهلها على مختلف مشاربهم السياسية لن يتنازلوا عن لبنانيتها".