كتب وجدي العريضي في" النهار": هل يؤدي التصعيد الممنهج إلى ارتفاع منسوبه وبالتالي "تعود حليمة إلى عادتها القديمة"؟تشير أكثر من جهة سياسية ومحلل عسكري إلى أن التصعيد أمر طبيعي، إذ قبل الحرب
الإيرانية -
الإسرائيلية كانت
إسرائيل تقوم بقصف يومي من خلال المسيّرات أو سوها، حتى إنها قصفت الضاحية الجنوبية مرتين متتاليتين، وهذا يأتي ضمن القرار 1701. وحتى الساعة لم يفهم ما إذا كان هناك ورقة استسلامية تتيح لإسرائيل القيام بما يحل لها، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، أو أن التصعيد الحالي بمثابة ردة فعل بعد الحرب الإيرانية - الإسرائيلية ، لكنه يأتي مع اقتراب وصول المبعوث توماس برّاك، وذلك في إطار الضغوط والشروط السياسية، وخصوصاً أن الجميع بات متيقناً أن ما بعد الحرب ليس كما قبلها على صعيد السلاح، وتسعى
واشنطن إلى رفع منسوب الضغط على
لبنان ، وهو ما تبدى من الورقة التي طرحها برّاك خلال زيارته الأخيرة، بما يعني أن وظيفة السلاح انتهت وباتت مسألة وقت. وعلى هذه الخلفية يأتي التصعيد الممزوج بين الديبلوماسية والشروط السياسية.
في هذا السياق، يؤكد النائب السابق وهبي قاطيشا لـــ"النهار" أن "ما يجري ليس بالمفاجئ، باعتباره يأتي ضمن مندرجات الـ1701 ومن دون أن يتولّى "
حزب الله " الرد أو يصدر أي موقف يدينه، أكان من واشنطن أم
المجتمع الدولي . وبعد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية ستسعى إسرائيل إلى الضغط على الحزب لتضرب الذراع الأبرز لإيران، وإن كانت دمرته وضربت بنيته العسكرية واغتالت قيادات الصف الأول، وقد يكون "فشة خلق" بعد هذه الحرب. لقد بات السلاح مسألة أساسية عند واشنطن، بمعنى أن ليس هناك أيّ ترف سياسي أو مماطلة أو تسويف، بل حسم لهذا الموضوع ضمن مهلة زمنية، وجميع المسؤولين اللبنانيين على بيّنة من الأمر، لذلك القصف يصب في هذه الخانة".
ويخلص قائلا: "نحن أمام مرحلة جديدة بعد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، ولا يمكن الحزب بعد اليوم أن يناور في ملف السلاح، فقد انتهت وظيفته ودوره الذي استعملته
إيران لتخريب لبنان والمنطقة، وبعد الحرب دخلنا في مرحلة البحث الجدي عن نزعه، في إطار الحوار الذي يجريه رئيس
جمهورية العماد جوزف عون مع الحزب. وزيارة رئيس حزب "
القوات اللبنانية "
سمير جعجع لبعبدا بحثت في هذه المسألة وكانت إيجابية جداً، لذلك التصعيد العسكري
الإسرائيلي قد يتفاقم أو يبقى على الوتيرة نفسها إلى أن يسلم الحزب سلاحه إلى
الجيش اللبناني ".