آخر الأخبار

لماذا توقّفت الحرب فجأة؟

شارك
قبل إعلان الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب فجأة انتهاء المعارك بين إيران وإسرائيل، تسارعت وتيرة الصراع في الأيّام الأخيرة، وخصوصاً بعد قصف الولايات المتّحدة لمنشآت طهران النوويّة، واستخدام الحرس الثوريّ لصواريخ بالستيّة جديدة ضدّ تل أبيب، واستهدافه قاعدة العديد في قطر، ما أنذر بتوسّع الحرب بدلاً من إيقافها.

وكان شرط إيران الأساسيّ لوقف هجماتها على إسرائيل ، هو إعلان تل أبيب عن إنهاء عدوانها على المدن الإيرانيّة. وبحسب خبراء عسكريين، فإنّ "الضربة الأميركيّة على منشآة "فوردو" و"أصفهان" و"نطنز" كانت عاملاً رئيسيّاً في تسريع نهاية الحرب، لأنّ طهران كانت تخشى منذ بدء المعارك مع الجيش الإسرائيليّ، من دخول واشنطن الصراع إلى جانب بنيامين نتنياهو".

لكن، وعلى الرغم من الضربة الأميركيّة على المنشآت النوويّة، فإنّ ترامب لم يكن يُريد جرّ بلاده إلى حربٍ طويلة، واكتفى فقط بإنهاء برنامج إيران النوويّ بحسب قوله، وهو الهدف الذي كانت إسرائيل تسعى إليه من خلال عمليّة " الأسد الصاعد". ويقول الخبراء العسكريّون لـ" لبنان 24 "، إنّ "الرئيس الأميركيّ هو الذي فرض وقفاً لإطلاق النار، خوفاً من أنّ تطال الحرب دول الخليج، وأيضاً لبنان والعراق واليمن، بينما الصواريخ الإيرانيّة البالستيّة أرهقت تل أبيب كثيراً، وأحدثت دماراً وخسائر غير مسبوقة في العديد من المناطق الإسرائيليّة".

وفي ما يتعلّق بإسرائيل، فإنّ نتنياهو يعتقد أنّ الضربات الأميركيّة أنهت البرنامج النوويّ الإيرانيّ، أقلّه بحسب الخبراء العسكريين لسنوات، إنّ "حقّقت غارات الـ"بي 2 – سبيريت" أهدافها بنجاح، ولم تعمد إيران إلى تهريب وإخفاء اليورانيوم المخصب". ويُضيف الخبراء، أنّه "لولا إيمان كلّ من الإدارة الأميركيّة والإسرائيليّة بأنّهما تخلّصتا من التهديد النوويّ، لما كاننا أوقفتا الأعمال العسكريّة، وضربة منشآة "فوردو" كانت نقطة تحوّل كبرى في الصراع".

أمّا إيران، فاحترمت شرطها الذي وضعته منذ اليوم الأوّل لبدء الحرب مع إسرائيل، القاضي بوقف الأعمال العدائيّة من قبل تل أبيب، لأنّها تُريد أوّلاً الحفاظ على ما تبقى من ترسانتها الصاروخيّة وعلى حياة بقيّة العلماء النوويين الإيرانيين، لاستئناف البرنامج النوويّ الإيرانيّ في السرّ، أو بعد التوصّل لاتّفاق مع أميركا والدول الأوروبيّة. وثانيّاً، حقّقت طهران مكاسب ميدانيّة عبر إصابة صواريخها لأهدافٍ مهمّة داخل العمق الإسرائيليّ، والأهمّ من ذلك كلّه، هو أنّها خرجت منتصرة من المُواجهة عبر استمرارها في عمليّات القصف والتصدّي للإعتداءات الإسرائيليّة، وتشديدها على أنّها ستُكمل تخصيب اليورانيوم.

ووفق الخبراء العسكريين، فإنّ "إيران لم تُهزم على الرغم من الضربات القويّة التي تلقتها، كذلك، فإنّ نظامها وعلى رأسه المُرشد علي خامنئي لا يزال موجوداً في السلطة". وبشأن نتنياهو، فإنّه "عزّز دوره السياسيّ عبر المُخاطرة في شنّ حربٍ على إيران، وتدميره النوويّ، وهذا يُشكّل إنتصاراً له، لما كان يُشكّله البرنامج الإيرانيّ من خطرٍ على أمن الإسرائيليين".

في المقابل، يُشير الخبراء العسكريّون، إلى أنّ "الدمار الكبير في المدن الإسرائيليّة سيُزيد من النقمة الشعبيّة على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وسيُطَالَبُ بوقف الحرب في غزة والتوصّل إلى اتّفاق مع " حماس "، لأنّ الحوثيين سيستمرّون بإطلاق الصواريخ البالستيّة نحو إسرائيل، الأمر الذي لا يزال يُرعب الإسرائيليين ويمنعهم من العيش بسلامٍ، بينما لم تنجح الغارات على اليمن في الحدّ من قدرات "أنصار الله"، ولا بتدمير مخازن أسلحتهم".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا