لا تبدو الحرب بين
إيران وإســرائيل وكأنها انتهت فعليًا، بل توقفت عند حدود وقف إطلاق نار هشّ، لم يُبْنَ على أي اتفاق سياسي أو أمني، ما يجعل احتمال عودة الاشتعال قائمًا في أي لحظة. فالحرب لم تُنهَ بتسوية واضحة، بل بمجرد تهدئة ميدانية مؤقتة، ما يضع المنطقة بأكملها أمام مشهد مفتوح على احتمالات التصعيد مجددًا.
المعضلة الأساسية اليوم تكمن في المأزق الذي تواجهه إســرائيل بعد الضربة: فإما أن تعلن أن المنشآت النووية
الإيرانية قد دُمّرت بالكامل، وبالتالي لا حاجة لأي مراقبة أو تدخل دولي، ما يعني اعترافًا ضمنيًا بنجاح الضربة، ولكن مع بقاء التوتر قائماً. أو تقول إن الضربة لم تحقق أهدافها، فتدخل في مسار تصعيدي جديد وتصبح أمام خيار استئناف الحرب لتحقيق ما لم يتحقق في الجولة الأولى.
هذا الالتباس في السردية
الإسرائيلية يقابله سلوك إيراني واضح وسريع نحو ترميم القدرات الدفاعية والردعية. فطهران لا تتصرف على أساس أن المواجهة انتهت، بل على العكس، تتصرف كمن يتحضّر لجولة ثانية محتملة. ولعل زيارة
وزير الدفاع الايراني
عزيز نصير زاده إلى
الصين تأتي في هذا السياق، حيث تسعى إيران لتأمين دعم سياسي وعسكري وتقني، يعزز من موقعها في أي مواجهة مستقبلية محتملة.
كما أن مؤشرات داخلية في
طهران توحي بأن النظام
الإيراني يدرك أن المعركة قد تتجدد، خصوصًا مع تزايد الضغوط الغربية وإصرار بعض الأطراف على استمرار آلية الردع. وبالتالي، فإن حالة الهدوء الحالية ليست سوى استراحة قصيرة في حرب طويلة ومفتوحة.
لا يمكن اعتبار وقف إطلاق النار نهاية للصراع، بل مجرّد فصل من فصوله، إذ إن غياب الاتفاق السياسي، واستمرار الخطاب التصعيدي، وسرعة الاستعدادات العسكرية، جميعها تؤكد أن الجبهة بين إيران وإسـرائيل قد تعود للاشتعال في أي لحظة.