كتب ابراهيم ناصر الدين في" الديار": اذا كان
حزب الله يتعامل بهدوء مع نتائج الحرب، ويجري تقييما معمقا لنتائجها، فان خصومه على الساحة
اللبنانية في حالة من انعدام اليقين، بعد ان ثبت عمليا ان الرئيس
الاميركي
دونالد ترامب لا يريد ان يتورط في حروب خارجية،ومن المشكوك فيه ان يغطي اي قتال جديد في الشرق الاوسط، ووفق مصادر سياسية مطلعة، يخشون من استراتيجيته المقبلة حيال
لبنان ، وهم قلقون ان تنخفض وتيرة الضغوط على الدولة اللبنانية للاستعجال في طرح ملف سلاح
المقاومة ، خصوصا انه يبدو منفتحا على الحوار مع الايرانيين، والقلق الاكبر ان يكون لبنان جزءا من التسوية المفترضة مع طهران، ما يعتبرونه بداية ضياع الفرصة لاضعاف حزب الله. يضاف الى ما تقدم، لا تبدو
السعودية بعيدة عن سياسية تمتين العلاقة مع
ايران بعدما بات هاجس الخطر الاسرائيلي مقلقا للجميع في المنطقة، وبناء مظلة اقليمية جديدة يحتاج الى تفاهمات على مستوى كل الملفات، ولبنان لن يكون خارج هذه المعادلة.
وفي هذا السياق، لم ينجح رئيس "
القوات اللبنانية " سمير جعجع في زيارته الاخيرة الى بعبدا في تغيير جدول اعمال رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي جدد اصراره على معالجة الملف وفق اجندة تخدم المصلحة الوطنية اللبنانية، ورفض مجددا وضع جدول زمني غير واقعي، معتبرا ان واجبه الوطني يتقدم على اي مصلحة حزبية ضيقة او مصالح خارجية لديها جدول اولوليات قد لا يتوافق مع الواقع اللبناني، ولهذا يتم الحوار حول ملف السلاح بجدية وايجابية مع حزب الله، دون التخلي عن الاصرار على التخلص من الاحتلال، ووقف العدوان الاسرائيلي. ووفق تلك الاوساط، عندما استوضح جعجع من
الرئيس عون مسألة الافكار المطروحة مع الاميركيين حيال استراتيجة "الخطوة مقابل خطوة"، فهم ان هذه الخطة لم تتبلور بعد، ولا يمكن الحديث عن "خارطة طريق" بهذا الصدد، بانتظار عودة السفير توم باراك قريبا.
في الخلاصة، قد يكون من الجيد أن يستمع جعجع الى تصريحات
ترامب ويشعر "بالنشوة"، وقد يكون جيدا ايضا ان يستلهم ترامب من قناة "فوكس نيوز" ويستمتع بما يعتبره انتصارا عظيما. فكلما ازداد اقتناعه بأنه فاز بالفعل، قل احتمال استئنافه للحرب، وأفضل ما يمكن أن يتحقق بالنسبة لايران والمنطقة اقتناع ترامب تحقيق انتصار وهمي". واستغفال عقول الإسرائيليين، واللبنانيين، والعالم بأسره في الواقع، يبدأ من الأكذوبة الفاضحة بصدد التدمير الفعلي والنهائي لبرامج
إيران النووية والبالستية، لكن خاتمة "حرب الـ12 يوماً" كتبتها طهران في الضربة الصاروخية على "بئر السبع".