برزت امس الزيارة الأولى التي قام بها رئيس حزب "
القوات اللبنانية "
سمير جعجع للقصر
الجمهوري في
بعبدا منذ انتخاب رئيس الجمهورية جوزف
عون.
وذكرت "نداء الوطن" أن الإيجابية سيطرت على اللقاء الاول الذي يجمع الرجلين بعد انتخاب عون، وأتى ردًّا على كل محاولات رمي الفتن بين "القوات" والعهد .وخرج كل من عون وجعجع من اللقاء مرتاحًا. وكانت جلسة مصارحة تمّ الحديث خلالها في كل الأمور والهواجس.واستحوذ ملف السلاح على الحيز الأكبر من الحديث حيث هناك اتفاق على عودة الدولة وبسط سلطتها واستعادة سيادتها. وتحدث
الرئيس عون عن الخطوات التي يتّبعها لإنجاح هذا المسار. وكذلك تمت مناقشة الملفات الداخلية وعلى رأسها الإصلاح ومحاربة الفساد. واحتل الوضع الإقليمي حيزًا من البحث، وسط التأكيد على حماية
لبنان والنأي بالنفس عن حروب الآخرين. وتم الاتفاق على استكمال التنسيق، خصوصًا في الملفات الكبرى والملفات التي تطرح في
مجلس الوزراء .
وكتبت" الاخبار":لم يكُن اللقاء الذي جمعَ رئيس الجمهورية جوزيف عون وقائد «القوات اللبنانية» سمير
جعجع أمس وليد اللحظة، بل أتى بعدَ فشل محاولات الأخير إقناع عون بزيارته في معراب كما فعلَ رئيس الحكومة نواف سلام، وهو الطلب الذي نقلته النائب ستريدا جعجع أكثر من مرة، ورفضه رئيس الجمهورية مؤكّداً أنّ «بعبدا هي بيت اللبنانيين والجميع يستطيع أن يزورها في أي وقت».
لكنّ الزيارة جاءت بعدما انفضحت الحملات «القواتية» في الشارع ضد عون، وهو ما لمسه الأخير من أكثر من طرف وبالأدلّة، وكان آخرها إبّان الانتخابات البلدية الأخيرة التي شهدت هجوماً «قواتياً» على أي شخصية قريبة من عون لإقصائها، إضافة إلى تنظيم حملات ضد رئيس الجمهورية بحجّة أنه «يساير
حزب الله ولم يتّخذ أي خطوة جدّية في شأن سلاحه».
وبعدما وصلت إلى بعبدا في الأيام الأخيرة أجواء تشير إلى نيّة «القوات» سحب وزرائها من الحكومة في حال «لم تضع جدولاً زمنياً وأجندة واضحة في ما يتعلّق بسلاح حزب الله»، قرّر جعجع القيام بالزيارة لتوضيح بعض النقاط، بحسب مصادر أكّدت أنه «فضّل بأن يكون التواصل مع عون مباشراً كيلا يؤخذ على القوات، تحديداً في الشارع المسيحي، أنها تحارب رئيس الجمهورية، خصوصاً أنّ هناك جوّاً كبيراً مؤيّداً له في هذا الشارع».
وقالت المصادر إنّ جعجع أكّد أنّ ما يشاع «ليس صحيحاً والقوات داعمة للعهد»، فيما «شرح عون لجعجع رؤيته في ما خصّ الحوار مع حزب الله والمسار المطلوب تنفيذه لإخراج البلاد من أزمتها».
تصريح
وتحدث جعجع بعد لقائه والرئيس عون، معلناً أن "التواصل لم يتوقف مع الرئيس عون قبل وبعد انتخابه"، وقال: "بحثنا في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييماً خصوصا للقرارات المطلوبة داخلياً بعد ما حدث وكان التوافق مئة في المئة". وأكد "أن الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص". وأضاف: "لم نوجّه أي رسالة للرئيس عون بل نتواصل معه ونتباحث في المواضيع". ولفت إلى أنه "حان الوقت لأن تقوم دولة فعلية في لبنان، وهي مصلحة كل اللبنانيين قبل أن تكون مطلباً خارجيا". واعتبر أنه "كانت هناك وضعية شاذة في المنطقة، بدءاً من اليمن ووصولاً إلى لبنان، ولم يكن ممكناً أن يستمر ذلك. وأعتقد أننا سنصل إلى تفاهم أميركي- إيراني جدي تبعاً لما يتلاءم مع نظرتنا للأمور ومع مصالح لبنان
العليا ". وشدّد على أن "لقيام دولة في لبنان يجب أن يكون لدينا جيش واحد وقرار السلم والحرب بيد الحكومة، والدولة هي من تتخذ القرار". ورداً على سؤال، قال: "لم ألمس أي نفس فساد في
العهد منذ 5 أشهر".