كتب
ابراهيم
حيدر في" النهار": حدثت الضربة الأميركية، هذا التصعيد، قد يشعل البارود في المنطقة. باتت الأجواء المحيطة بإيران على صفيح ساخن. إذا قررت
واشنطن توسيع التدخل ضد النظام الايراني مباشرة، قد يدفع الإيرانيين إلى إشعال ساحات الإقليم، أو تنفيذ عمليات إلهاء وتشتيت، مع استمرار إطلاق الصواريخ
الإيرانية على
إسرائيل .
ولذا يبقى الجنوب اللبناني ودور "
حزب الله " فيه ساحة احتياط على تماس مباشر مع إسرائيل. وفي الوقت الذي يتلقى فيه
لبنان تحذيرات دولية من أي تدخل لـ"حزب الله"، يبدو أن الحزب يتعمد سياسة الغموض، بينما يشدد الموقف اللبناني الرسمي على رفض أي انخراط في الحرب.
غير أن الأخطار صارت أكبر بعد الضربات الأميركية لإيران، لكنها لم تصل بالنسبة إلى "حزب الله" إلى اللحظة الحرجة المتعلقة برأس النظام أو اغتيال المرشد الأعلى. بدا "حزب الله" رغم غموضه وكأنه يتأهب للتدخل لمساندة
إيران ، لكن فقط في حالة اغتيال المرشد الأعلى. حتى بيان
الأمين العام المساعد للحزب الشيخ
نعيم قاسم الأخير، بأن الحزب ليس على الحياد ويقرر ما يراه مناسباً، فإنه يرتبط بالتهديد بالاغتيال، نظراً لتبعية "حزب الله" لمرجعية ولي الفقيه. أما تدخله، فيعني أن المحور بأكمله بقيادة إيران وصل إلى حالة صعبة جداً وأُصيب في مقتل.
ويحمل بيان
قاسم أوجهاً عدة، إذ أنه في العمق يشير إلى أن الحزب لم يعد يملك القوة اللازمة للتأثير في المعركة. وفي الواقع، وفق ما تنقله المصادر، فإن الحزب غير جاهز للتدخل في الحرب، حيث جاء بيان قاسم بمثابة إعلان انكفاء، لانكشافه أمام السيطرة
الإسرائيلية .
وفي كل الاحتمالات، تقول المصادر إن إسرائيل ستستمر باعتداءاتها على لبنان، وهي مستمرة في حربها على "حزب الله"، وقد توسعها في حال تمكنت، مع تدخل أميركي، من حسم المعركة مع إيران. وأيضاً في حالة عدم الحسم، ستسعى إلى إنهاء ما تسميه الأذرع الإيرانية.