آخر الأخبار

خصوم حزب الله يريدونه ان يدخل الحرب؟

شارك
في أعقاب البيان اللافت الذي أدلى به الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ، والذي أكد فيه بشكل واضح أن الحزب "ليس على الحياد" في المعركة بين إيران وإســرائيل، اشتعل النقاش السياسي في لبنان على أكثر من صعيد. فقد تضمن كلام الشيخ قاسم إشارة غير مبطّنة إلى أن الحزب قد يتخذ خطوات عملية في لحظة يراها هو "مناسبة"، ما فُسّر على نطاق واسع بأنه تلويح بمشاركة محتملة في الحرب بين طهران وتل أبيب.

هذا الموقف فُتح الباب على سجال داخلي، ليس فقط حول تداعياته الأمنية والعسكرية، بل أيضًا حول خلفياته السياسية، وتوقيته، وأهدافه. فخصوم حزب الله في الداخل، وعلى رأسهم " القوات اللبنانية " التي طالما طالبت ب "القرار السيادي"، وجدوا في كلام الشيخ قاسم فرصة لتأجيج الكباش السياسي القائم، للضغط على الحزب. البعض منهم لا يُخفي أمله بأن يؤدي تورّط الحزب في حرب إقليمية مفتوحة إلى تعرّضه لضربات قاسية تُضعف مكانته، أو حتى تُعيد خلط الأوراق الداخلية بطريقة تؤثر على نفوذه اكثر مما حصل في الحرب الاخيرة.

في المقابل، لا يبدو حزب الله في موقع المرتبك. بل تشير أوساط قريبة منه إلى أن الحزب قد يرى في أي مواجهة مقبلة فرصة لتعويض بعض الخسائر التي تكبّدها منذ السابع من تشرين2024, ، سواء على مستوى البنية أو القدرة أو الردع. بل وأكثر من ذلك، قد يعتبر أن تصعيدًا محسوبًا ومدروسًا ضمن إطار المعركة الكبرى، قد يمنحه الفرصة لفرض معادلات جديدة على مستوى الجنوب، وربما على مستوى الداخل اللبناني أيضًا، خصوصًا إذا جاءت التطورات الإقليمية لصالح محور المقاومة ، لكن الاهم الا يكون هو من يفتح المعركة.

لكن في المحصلة، ما يتبلور اليوم هو نقاش لبناني لا يخلو من المكر السياسي، حيث تختلف الأطراف حول الموقف من "مشاركة الحزب" في أي حرب، لكن بعض من يعارضون الحزب يضمرون في قرارة أنفسهم أمنية أن ينزلق إلى معركة تُرهقه. أما "الحزب"فيحاول المواءمة بين عدم التسرع وبين الحفاظ على موقعه ضمن المعركة الكبرى التي قد ترسم مستقبل الإقليم بأسره.

وبين هذا وذاك، يبقى لبنان عالقًا في دوّامة الاحتمالات، بين نار التصعيد الإقليمي، وخصوماته الداخلية المفتوحة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا