ثمة حسابات دقيقة ومعقّدة تمنع «الحزب» من التورّط في الحرب، وتدفعه إلى إطلاق الإشارات المتضاربة والضبابية في ما يتعلق بخطواته اللاحقة. فرئيس مجلس النواب نبيه بري، شريكه في «الثنائي»، طمأن الموفد الأميركي توماس براك إلى أنّ «الحزب» لن يدخل الحرب إطلاقاً. لكنّ المواقف التي يوزّعها «الحزب» تكتيكياً، على ألسنة قيادته وكوادره، يُستخلص منها أنّ عدم المشاركة في الحرب حالياً ليست ثابتة ودائمة بالضرورة، وأنّه قد يُبدِّل موقفه في مراحل لاحقة، خصوصاً إذا تبيّن أنّ إيران تحتاج إلى الدعم العملاني.
لكن، على الأرجح، سيتجنّب «حزب الله» الانجرار إلى مغامرة الحرب، حتى في اللحظات المصيرية التي يُراد فيها إنقاذ خامنئي. والسبب الأساسي في ذلك هو اقتناعه بأنّ مشاركته العسكرية المباشرة في هذا النزاع الواسع لن تكون فاعلة لإنقاذ نظام بهذا الحجم.