آخر الأخبار

هل سيشارك حزب الله في المعركة؟

شارك
شكّل بيان الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم ، قبل أيام، رسالة سياسية واضحة بأن " حزب الله " ليس على الحياد في المواجهة الدائرة بين إيران وإســرائيل. فرغم أن البيان لم يُعلن صراحة عن نية الدخول في الحرب، إلا أن تأكيده "أننا لسنا محايدين" يفتح الباب أمام احتمال أن يُقدِم الحزب في لحظة ما على خطوة ميدانية تضعه في قلب المعركة، إن بشكل مباشر أو غير مباشر.
هذا الموقف، وإن بدا منسجمًا مع الخطاب العقائدي للحزب، يطرح علامات استفهام عديدة حول مدى واقعية دخوله في الحرب اليوم. فالمعطيات الداخلية والإقليمية تشير إلى أن مصلحة الحزب الفعلية تكمن في التريّث، لا في التورط. أولًا، لأن إيران – بحسب ما يردده بعض قياديي الحزب أنفسهم – ليست بحاجة لمن يدافع عنها، وتمتلك قدرات كافية لإدارة المعركة بنفسها. وثانيًا، لأن الحزب لم يُكمل بعد عملية ترميم قدراته العسكرية والبشرية التي تضررت بفعل المواجهات المتواصلة منذ السابع من تشرين، ما يجعله في وضع غير مثالي لأي مواجهة شاملة.
أما السبب الأهم، فهو الواقع الاجتماعي والاقتصادي المتأزم في بيئة الحزب الداخلية. فالشارع الجنوبي والشيعي عمومًا يرزح تحت ضغوط معيشية بعد الحرب، والقدرة على تحمّل تبعات حرب جديدة – في الأرواح أو في البنى التحتية – باتت محدودة. هذا الواقع يجعل قرار التصعيد مكلفًا شعبيًا، حتى لو غُلِّف بالشعارات الكبرى.
وبالتالي، فإن بيان قاسم يمكن اعتباره جزءًا من لعبة التوازن بين الرسائل السياسية والواقع الميداني. هو إعلان عن موقف مبدئي، أكثر مما هو تمهيد لتحرك فعلي ووشيك. الحزب يدرك أنه لا يستطيع أن يبدو خارج الصراع، لكنه في الوقت نفسه لا يرى مصلحة مباشرة في الانخراط الكلي به، أقله في هذه المرحلة. لذلك، يبقى الخيار الأقرب هو الاستمرار في سياسة "ضبط النار"، مع إمكانية المناورة بحدود محسوبة، دون الانزلاق إلى حرب لا يريدها، ولا تتحمّلها بيئته الداخلية اليوم.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا