استضاف عضو كتلة "بعلبك الهرمل" النائب ينال صلح في دارته لقاء مصالحة بين عائلتي شلحة وحيدر، في حضور مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، المفتي السابق الشيخ خالد الصلح، نائب مسؤول منطقة البقاع في"
حزب الله " السيد فيصل شكر،
الأمين العام ل"حزب البعث العربي الاشتراكي" علي يوسف حجازي، عضو القيادة المشتركة لـ "حزب العمل الاشتراكي العربي" و"الحزب الديمقراطي الشعبي" حسين حمدان، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي، مسؤول قطاع بعلبك يوسف اليحفوفي، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية وثقافية واجتماعية.
صلح
وستهل اللقاء النائب صلح مرحبا، وقال: "أنتم اهل صلح وأهل خير، ولا نخرج وإياكم عن قول الله سبحانه وتعالى : "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ". من هذا المنطلق لا بد لي إلا أن أتوجه بالشكر لكل من سعى لهذا الصلح، فإصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وأخص بالشكر عائلة صاحب المصاب، أخي
نائب رئيس بلدية بعلبك عبد الرحيم شلحة، والأخوة آل حيدر وكل من لبى هذه الدعوة التي تأتي في ظرف يستدعي منا وحدة الصف والموقف والكلمة بمواجهة عدونا الصهيوني المدعوم من
الأميركيين والغرب. كما أتوجه بالشكر إلى قيادة حزب الله في منطقة البقاع ممثلة بالسيد فيصل شكر ، ولا ننسى بالطبع مساعي مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، وسماحة مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي وأصحاب الفضيلة وكل الفاعليات بيننا في هذه الأمسية. كلكم أصحاب أيادٍ بيضاء في إتمام هذا الإنجاز الاجتماعي، ولا ننسى أيضاً الكثير ممن سعوا لهذا الشأن في
لبنان وسوريا".
ولفت إلى أن "طي صفحة آلمتنا جميعا في هذا الظرف بالذات، حيث يواجه بلدنا وفلسطين والمنطقة تحديات ومخاطر جمة، لها دلالاتها بأن نتجاوز كل الخلافات الداخلية مهما كانت قاسية، في سبيل توحيد الإمكانيات والجهود لنصرة قضية سامية، تتجلى بمواجهة العدو الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين ولأجزاء من لبنان وسوريا".
أضاف: "بوركت سواعد المقاومين في لبنان وغزة العزة وكل فلسطين، وفي كل محور المقاومة، وسدد الله الفعل العسكري الذي تقوم به الجمهورية الإسلامية في
إيران ، الذي أثلج صدورنا برؤية الصواريخ تنهال على مواقع الأعداء وتلحق الدمار والخسائر الفادحة بتل أبيب وكل مواقع ودساكر العدو المغتصب لأرص فلسطين".
ختم صلح: "في ظل هذا الجو، يجب أن نكون يدا واحدة، وصوتا واحدا على صعيد الأمة والوطن، وعلى المستوى الداخلي الاجتماعي، وما هذا اللقاء إلا نتاج وعي وتحابب في الله وإصلاح وتحمل للمسؤولية، ونجدد الشكر لمن ضحى وساهم في إتمام الصلح".
الرفاعي
بدوره، تحدث المفتي الرفاعي، فقال: "كأن العناية الإلهية تركت لنا مساحة لنتشبه بمواسم الطاعات والخيرات، فكان هناك مناسبات لنبلسم فيها الجراحات، لنمسح بها الدموع، لنخفف بها الآلام، لندخل السرور على بعضنا البعض، لنتعزّى بالباقية عن الفانية. فإذا كان في الحياة فراقا وألما، فهناك لقاء ليس بعده فراق، وما بعده كله نعيم، وإذا فقدنا على مستوى الأفراد فإنَّا نتعزّى بالجماعة، وما أجمل أن يخرج الإنسان من بوتقته الصغيرة ليعيش هذا الانتماء الواسع، وليتعزَّى بأهله وإخوانه، وليخرج من العائلة الصغيرة إلى العائلة الكبيرة المتنوعة والغنية بالقامات والقيمة، وبالهامات والهمة".
أضاف: "إننا منذ اللحظة الأولى نسجل ان أهلنا آل شلحة تعاطوا مع الموضوع كما أمر سيدنا النبي، رفضوا أن تتمدد المشكلة، ورفضوا أن تكون هناك طلقة رصاص أثناء التشييع، وأكدوا كذلك ان القانون هو الذي سيحكم. وتلقف أهلنا في معربون هذا الموقف المتقدم، فجاؤوا جميعا في اليوم الثاني للوقوف على خاطرهم للتعزية، وليقولوا اننا جميعا يد واحدة".
واعتبر ان "هذا اللقاء يشكل لبنة ومدماكا للمواجهة الدائرة هناك في غزة التي تثبت أنها حرة، وان كل العالم العربي أسير، لا تزال تثبت أنها صامدة وان الجميع من بعدها قد استسلم، لا تزال تؤكد أنها في صمودها تمنع أن يتحول هذا الشرق العربي والإسلامي إلى قاعدة متقدمة للمشروع الصهيوأميركي".
وأعلن ان "في المواجهة الدائرة اليوم لسنا على الحياد أبدا، لأننا إن كنا حياديين سكتنا على الباطل، ولم نستطع أن ننتصر للحق. إن انتصر هذا العدو حقق للمشروع ما يريد، وضع يده على المنطقة، تحكَّم بثرواتها ومقدراتها، وقرر ما هو آت للزمن القادم. لذلك هذه المواجهه نحن متفائلون بها، والنصر لا يأتي إلا مع الصبر، وكلما ازداد الصمود كلما لمحنا من بعيد تباشير النصر القادمة إن شاء الله".
ختم الرفاعي: "إن هذا اللقاء في هذه الدار الكريمة، يؤكد على أن من يتولى مسؤوليات الناس يجب ان ينهض بالمسؤوليات على مختلف درجاتها، تفاصيلها وعناوينها، ولما وصل الأمر إلى صاحب هذا البيت، تفاءلنا خيرا لأنه لكل إنسان من اسمه نصيب، فلما قصدوه قلنا نالوا الخير، ولما انتهينا بعائلته قلنا وقع الصلح، رحم الله الفقيد، وشهداءنا، وإلى أرواح الجميع نهدي ثواب الفاتحة".
شكر
ونوه السيد فيصل شكر باسم قيادة منطقة البقاع في "حزب الله" وحركة "أمل"، "بموقف أخينا وعزيزنا الغالي والطيب الأستاذ عبد الرحيم شلحة، صاحب المصاب، لاستجابته وقبوله بهذا الأمر، ونتقدم بالشكر أيضا من عائلته الكريمة آل شلحة وأسرة الأم، ومن عموم إخواننا وأهلنا في هذه المدينة الطيبة، لأن الخسارة واحدة، وكذلك نتوجه بالشكر لإخواننا آل حيدر الذين أشهد بأنهم ما تركوا فرصة في متابعة هذا الأمر، وهذا يعتبر من المناقب".
ورأى أن "الصلح خير، وما أجمل وأطيب هذا الخير، فهو القوة والرحمة والبركة والثبات والبصيرة والنور والهدي والهدى والتقى، وهو العمل الصالح الذي أمرنا به ربنا تبارك وتعالى، ودعانا إليه نبينا الأكرم، هو هذا الخير الذي تصفو به القلوب وتطمئن به النفوس وتنهض به الأمة نهضة واحدة بيد واحدة في مواجهة أعدائها الصهاينة والأميركيين".
ختم : "المشهد في المنطقة منذ ما يقارب السنتين هو مشهد إما
القضاء على روح المقاومة المحمدية ونهضتها، وإما القضاء على الصهيونية العالمية والإستعلاء الأميركي في هذا العالم. نحن منذ عقود وأمتنا تتلقى الضربات والقتل والتشريد والتهجير والتدمير على أيدي الأميركيين والصهاينة والأوروبيين، ونحن منذ عقود نقاوم الأعداء، ونعمل بثبات لدحر العدوان وتحرير الأرض والمقدسات وإعلاء كلمة الحق".
الطفيلي
وأشار المحامي الطفيلي، إلى "أننا في هذه الأمسية نختم جرحا مؤلما، ونطوي صفحة كانت مزعجة ومنغصة لحياتنا، وهذا كله تم بفضل الخيرين وأهل الإصلاح. وطي هذه الصفحة وختم الجرح يعنيني بشكل شخصي، لأن المرحوم زاهر عبد الرحيم شلحة كان صديقي وأخي. وأتمنى أن تكون الأيام القادمة لخير هذه المدينة وأهلها، ولخير منطقتنا والناس جميعا الذين يعيشون في كنفها".
حمدان
وألقى حمدان كلمة رأى فيها أن "حل هذه القضية المؤلمة التي وقعت كالصاعقة على أهلها بشكل خاص، وعلى البيئة المحيطة بشكل عام، تحقق بعد توفر عوامل عدة".
تابع: "إن الحوادث المشابهة كانت كما هو معلوم تعالج في غالبية الأحيان بمنطق متخلف يزيدها تعقيدا، ألا وهو منطق الثأر والانتقام، ولكن مبادرات ومساهمات العقلاء، وما اكثرهم بيننا، شكل العامل الأول في توفير الظرف لما وصلنا إليه اليوم، ولم نكن نحن في حزب العمل الاشتراكي العربي خارج تلك المساعي فقد كنا العامل الثاني، نتواصل مع الجهتين المعنيتين، ونواكب الأمر عبر رصد الفرصة المناسبة التي تتيح للعقل السيطرة على المشاعر والتعالي على
الجراح والأحقاد. أما العامل الثالث فقظ توفر بفضل الظرف الراهن الذي نعيشه اليوم حيث أن الاستشهاد الثوري تجلى في صراعنا مع اعدائنا الحقيقيين، وبات الاستشهاديون الذين لا زلنا نجمع أشلاءهم يوميا في لبنان وفلسطين واليمن وايران، تاركين كل العداوات الشخصية وراءهم، يقاتلون حتى الرمق الاخير في مواجهة أعتى قوة على وجه الكرة الأرضية".
وشدد على أهمية "أن نتوحد ضمن بيئتنا، وان نحتكم للعقل والمنطق ولا ننسى المشاعر، فبيئتنا يجب أن تبقى موحدة، وبعقل نير وبمشاعر منضبطة نعالج مشاكلنا الفردية، وليبقى عدونا الخارجي العدو الأميركي الصهيوني هو العدو الأوحد".