كتب عامر
زين الدين في "الانباء": غدت مواسم اللوزيات بمنزلة انعكاس سلبي للتأثيرات التي واجهتها ليالي الصقيع القارسة خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، وتسببتا بـ «كارثة» زراعية، ظهرت نتائجها خلال فترتي قطاف اللوز «الفرك» الأخضر قبل أكثر من شهر، وراهنا بعد مرحلة نضوجه.
وعليه، وخلافا للمثل اللبناني الشائع «كل موسم لا يستحي من أوانه»، كشف موسم اللوزيات عن خسارة كبيرة في محصوله هذه السنة ما أفقده ميزته، إذ معروف انه يعطي من دون الكثير من العناء والتعب، وذلك في ظل المتغيرات المناخية التي أدت إلى تبدلات حادة في الانتظام العام لمسار الطبيعة. وليس أدل على ذلك سوى مشهد أشجار اللوز، بعدما استعجلت أزاهيرها وتفتح براعمها قبل حلول ليالي الصقيع القاسية، وما حملته من ثلوج، وان كانت خفيفة أيضا، لكنها كانت مترافقة مع زخات للبرد.
تلك «الخديعة» في الطبيعة التي أرهقت أشجار اللوز، جعلت المزارعين يطلقون صرخاتهم اليوم إزاء حجم إنتاج اللوزيات هذا الموسم، وما لحق بهم من خسارة فادحة وصلت إلى نحو ثلثي كميات إنتاج الموسم المعهودة.
معظم بساتين اللوز الممتدة على مرتفعات
الشوف وحتى
المتن الأعلى وصولا إلى
زحلة والبقاع فقدت قيمتها هذه السنة، كما يقول المزارع «ابو خالد» الذي يملك بستانا واسعا على أحد مداخل
مدينة زحلة . وقال لـ «الأنباء» إن انتاج السنة الحالية لم يصل إلى ثلث كمية العام الماضي، بعدما ضرب الصقيع الموسم، وذبول الزهر الذي تفتح وعقد باكرا.
وأضاف: «ثمة أشجار داخل البستان الواحد أحيانا نجت من المصيبة والخسارة بعدما تأخرت بالعقد، بينما معظم الأشجار الباقية غير مجدية كليا وخالية من الثمر. بستاننا ينتج سنويا قرابة 4 أطنان من اللوزيات، نبيع قسما منه فرك أخضر والباقي نتركه لمرحلة النضوج الكلي، على أساس سعر الكيلو حاليا نحو دولار واحد، ويبيعه التجار في الأسواق بنحو دولارين. هذه السنة الموسم لا يرد تكاليفه، من حراثة وأدوية وأسمدة وبدل اليد العاملة للقطاف».
وطالب نعوم «
وزارة الزراعة كما المسؤولين المعنيين في الدولة مساعدة المزارعين. والمبادرات الإرشادية التي تقوم بها الوزارة ونتلمسها يوميا جيدة، لكن الأمر يحتاج إلى الدعم والمساندة، وفي كيفية التحول نحو ممارسات جديدة في الزراعة، تتناسب مع الواقع المتغير في الطبيعة، بخصوص المبيدات والتقليم والحراثة والري وسوى ذلك، كي لا ينعكس الأمر على المزارعين في شكل أكبر».