آخر الأخبار

سمير جعجع: الحلّ إِنّك تفكّ عن سمانا

شارك

إعتبر رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "ما حصل في بيروت بالأمس فضيحة كبيرة، فبعد ثمانية أشهر من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، تُضرب بيروت مجددًا"، وقال: "ينبرون ليقولوا الآن: "حصل هذا لأنّ إسرائيل "غاشمة"، يا "غشيم"، نحن ندرك أن اسرائيل "غاشمة"، ولكن ما الذي فعلته أنت حيال ذلك، كي لا يتمكن "الغاشم" من "تغشيمك"؟ إن كانت إسرائيل "غاشمة"، فأنت عليك أن تتصرّف بطريقة تمنعها من التصرف بغشم، وتمنعها من أن تضربك".

وشدد على أن الحل هو من خلال "المعادلة الإقليمية الواضحة، والمعادلة الدولية الواضحة. إننا نحتاج إلى من يأخذ بهذه المعادلات لكي نتمكن من حلّ مشاكلنا. لا يجوز أن يبقى المواطن اللبناني في كلّ لحظة في خطر، وأنه في أيّ لحظة قد يُضرب أو يُقتل، بينما يوجد حلّ". وقال: "الحلّ أوّلاً "إِنَكْ تفك عن سمانا، وتفك عن سما الدولة" لكي تصبح الدولة دولة، حتى تتمكّن من العمل. الحلّ معروف. ومن المؤسف أنّه حتى جماعة الدولة لا يقولون هذا الكلام لهم وإنما يعمدون إلى مسايرتهم، وما إن يحصل أي شيء، حتى تبدأ الأوركسترا: "العدو الصهيوني، العدو الصهيوني..."، وتنتهي المسألة عند هذا الحد، ويدخلون جميعًا في حالة "ترانس"، أي كأنهم تحت تأثير مخدّر، فيبدأون بالهتاف: "العدو الصهيوني!" وكأنّنا إذا قلنا "العدو الصهيوني"، نكون قد حصلنا على حقّنا. حسنًا، قلنا "العدو الصهيوني"، وإن أردتم نزيد ونقول "العدوّان الصهيونيان أو الأعداء الصهاينة"، فهل تُحلّ مشكلتنا بذلك؟".
وتابع: "تسألهم: ما هو الحلّ العملي الذي تملكونه؟ يجيبون بأن الحلّ العملي هو أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته. غريب عجيب أمرهم، وكأن المجتمع الدولي يحصر كل اهتماماته في مصالحنا كشعب لبناني، وما نتعرّض له، في حين أن الحقيقة هي أن المجتمع الدولي "مش فرقانة معو"، عليك أنت أن تتحمّل مسؤوليتك بالدرجة الأولى، وان تقوم بالعمل الذي يمكن لك من خلاله أن تستجرّ المجتمع الدولي لدعمك فيه، وهذا هو السبيل الوحيد لحلّ مشكلتنا. ولكن الحقيقة، أنهم لا يقومون بذلك أبداً، وعبثاً نحاول، ليس هناك أيّ عقل سياسي، أو تفكير منطقي، أو واقعيّة يمكن أن تُجدي نفعًا عندهم، وجل ما يقومون به لا يعدو كونه طبل وزمر ورقص على "الدربكة"، ونحن بحاجة ماسة وسريعة إلى إيقاف هذا العبث. لأننا إن لم نوقفه، لن يتوقّف لوحده".
ورأى أن "علينا أن نوقف هذا العبث لنبدأ عملًا جديًّا. لبنان الآن لديه فرصة، ولا أعلم إن كانت ستبقى موجودة بعد شهرين. لدينا أصدقاء كبار في هذا العالم، بدءاً من دول الخليج، والمملكة العربيّة السعوديّة، وليس انتهاءً بأميركا. هؤلاء قادرون على مساعدتنا في وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وقادرون على مساعدتنا في إخراج الإسرائيليين من لبنان، ولكن بشرط أن نصبح دولة فعليّة. وفي الواقع لم نصبح بعد دولة فعليّة. لا يتطلّب الأمر الكثير. إذا كان لدى أحدكم حلّ آخر، فليطرحه. ليقل "أنا عندي الحلّ الفلاني". ولكن علينا ألا نضيّع أيامنا بالبكاء والندب، والهجوم اللفظي على إسرائيل وكأنّ هذا الهجوم سيحلّ لنا مشاكلنا، فهذا ما حصل في الكثير من الدول العربيّة منذ سبعين عامًا، وهو ما أوصل إلى خسارة القضيّة الفلسطينيّة. لذلك، علينا أن نتعلّم من تجارب الآخرين. لا يتطلّب الأمر الكثير، فالحلول العمليّة موجودة وعلينا أن نُطبقها".
وأوضح جعجع أنه "لا يجوز أن يبقى المواطن اللبناني تحت رحمة القصف الإسرائيلي، أو تحت وطأة الوجود الإسرائيلي في أرضنا، أو تحت رحمة غياب الاستقرار. لقد حان الوقت، بعد كل ما حصل، لأن يستقرّ بلدنا، وينال حريّته وسيادته بالشكل الصحيح. لكن هذا يتطلّب من الجميع أن "يفكوا عن ظهر الدولة". وأقول للدولة وبكل وضوح: لا تنتظري من أحد أن "يفك عن ظهرك" من تلقاء نفسه، عليك أنت أن "تفكّيهم عن ظهرك"، لتتمكني من الحركة، والوصول إلى برّ الأمان، إن شاء الله".
كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمجلّة "المسيرة"، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: الوزير جو عيسى الخوري، النواب: ملحم الرياشي، انطوان حبشي، غياث يزبك ونزيه متى، النائب السابق أنيس نصار، الأمين العام لحزب "القوّات اللبنانيّة" اميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون الإدارة رفيق شاهين، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، المستشار القانوني لرئيس الحزب فادي ظريفة، رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد، عدد من منسقي المناطق في الحزب، عدد من رؤساء البلديات والنقباء، رئيس مجلس أمناء المجلّة زياد أصفر، رئيسة تحرير المجلّة جومانا نصر وأسرة المجلّة، حشد من الفاعليات الإقتصاديّة والمصرفية والإجتماعيّة.
وأشار إلى أن "الجماعة دخلوا في دوامة لا أعرف كيف سيُخرِجهم الله منها. مهما حدث، الكلمة بالفرنسية تُقال "obnubilés" أي اشخاص مهووسون، مهما حصل، لا يفكرون بكيفية الخروج من الورطة، لا يفكرون كيف يعالجون الأمر ويصححون المسار، لا يفكرون بخطوات عملية. مهووسون بماذا؟ بإسرائيل. فمهما حصل، إسرائيل هي العدو. حسنًا، فليكن، "الله يقضي على إسرائيل وعلى العدو، وكل شيء شرير وقاتم، وعلى الغاشم"، ولكن ما الحل الآن؟
وقال: "لا يوجد لديهم أي حل ولا يفكرون سوى ب "الترجومة" وهي "إسرائيل وإسرائيل وإسرائيل"، هذه "الترجومة" نسمعها منذ ثلاثين سنة، وانظروا إلى أين أوصلتنا، فإلى متى سنستمر بسماعها؟ يمكننا الإستمرار بسماعها ونبقى ثلاثين سنة أخرى نكرّر "إسرائيل، إسرائيل"، وعندها لا أعلم ماذا سيبقى من البلد، لكن هذا ليس الحل، علينا أن نرى ما هو الحل".
ولفت إلى أن "هناك مثلا صغيرا أطرحه، انظروا إلى حدودنا الشرقيّة مع الرئيس أحمد الشرع. الرجل، رغم المشاكل ملها التي كانت تعانيها سوريا، قام خلال أربعة أو خمسة أشهر بحلّها دفعة واحدة. بغض النظر عن ميوله الأيديولوجيّة أو الفكرية، هذا لا يعنيني الآن، يمكن للشخص أن يؤمن في داخله بما يريد ولكن عمليًا عليه أن يتخذ الخطوات اللازمة لحماية بلده وشعبه، وقد أخذ القرارات اللازمة، وهو الآن يقوم بتعزيز دولته أكثر فأكثر، ففي الأسبوع المنصرم، جاءت الحكومة القطرية وقرّرت أن تبني ثلاثة أو أربعة معامل كهرباء في سوريا، كلّ واحد منها بقدرة 1500 ميغاواط، مع العلم أننا في لبنان بحاجة فقط إلى معمل واحد من هذا النوع، وبادرت الحكومة القطريّة الى ذلك من دون الحصول على أيّ ضمانات من الحكومة السوريّة، لأنّه لا يمكنها أن تعطي ضمانات، أي من دون "garanties"، إنما فقط لأنّ القطريين رأوا أنّ هناك من يُمسك اللعبة بشكل صحيح، واتّخذ القرار، ويتصرّف بطريقة صحيحة. أمّا نحن، فماذا فعلنا هنا؟ لم ننتج شيئًا، ومن الفضيحة أن يعود ليحصل ما حصل، وتراهم يكرّرون "الترجومة" عن "إسرائيل والعدو، "والغاشم والغشيم".
وتابع: "نحن ندرك أنه العدو الغاشم ولكن ما الذي فعلتَه أنت؟ إن كان أمامك عدو "غاشم وغشيم"، هل تساعده وتمهّد له الطريق لكي يضربك؟ هل أنت قادر لوحدك على إخراجه من أرضك؟ إن كان باستطاعتك ذلك، أخرجه، بكل بساطة قم بإخراجه وإيقافه وردعه، أما إذا كنت عاجزا عن ذلك، فعندها علينا الإستعانة بأصدقائنا في الخارج. ومن هم أصدقاؤنا؟ معروفون. دول الخليج، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية. عليك أن ترى معهم، ماذا يجب أن تفعل. هم يقولون لك صراحة: "قبل أن تصبح دولة فعلية، نحن غير مستعدّين أن نضع يدنا بيدك". لا يمكنهم أن يأتوا ويضعوا أيديهم بيدك، وأنت ما زلت لا تملك القرار الكامل، وما زال "أبو العبد" في الأسفل يقرّر، ويقول: "بدي حارب، وبدي شيل وبدي حط"، فيما البنى التحتية العسكريّة ما تزال موجودة. لا توجد دولة في العالم تقبل بذلك. تعالوا نقوم بجولة معًا على دول أفريقيا كلها، هل هناك دولة داخلها دولة رديفة وبنى عسكريّة رديفة وجيوش وقوى عسكريّة أخرى بأسماء مختلفة أياً تكن هذه الأسماء؟ لا. سَمِّها ما تشاء، هنا يسمّونها "المقاومة"، أنت تسمّيها مقاومة، وأنا أسميها دولة رديفة تقوم بتعطيل الدولة الحاليّة الشرعيّة وتُقيّد حركتها، لنصبح في حالة تعطيل كاملة، فلا الدولة قادرة على أن تقوم بشيء، ولا الدولة الرديفة تترك الدولة لتقوم بشيء".
وشدد على انهم "يأتون في كلّ ساعة ويسألون: "أين الحكومة؟ ماذا تفعل الحكومة لردع الاعتداءات الإسرائيليّة؟" يا صاحبي، "فك عن ضهر الحكومة"، "فك عن ضهرها" لترى ماذا يمكنها أن تفعل. طالما أنت "راكب" على ظهرها، كيف يمكنها أن تفعل شيئًا؟".
وكان جعجع استهل كلمته بالقول: "أود أن أبدأ بواجب صغير ينبغي عليّ أن أبدأ به، لأكمل لاحقًا في الجوّ ذاته الذي تحدّث عنه رفيقنا زياد أصفر، لأنه عبّر عن الجوّ بعمق. أودّ أن أقول لأسرة "المسيرة"، أنتم ترون، ونحن جميعاً نرى، أنّنا ننتظر مجلة "المسيرة" من شهر إلى شهر، ولن أخفي عنكم أنّه، منذ بدأنا العهد الجديد، أي بعد مرحلة النظام الأمني السوري، ومنذ أن خرجتُ من الاعتقال، كان وضعنا كـ"قوات لبنانية" في حالة صعبة. طُرحت الكثير من الأفكار، وبصراحة العديد من الشباب والمسؤولين ناقشوني بإمكان إقفال "المسيرة"، خصوصًا أنّنا لم نعد في زمن الصحافة الورقيّة، ولم تعد هناك مجلات سياسية أسبوعية. والمسألة لم تكن سهلة إطلاقًا، ولم أكن أستطيع اتخاذ قرار بوقف المجلة، ليس لأسباب موضوعية، بل لأسباب عاطفية ووجدانية. لم أكن أتصوّر أن نصل إلى زمنٍ من دون "المسيرة". فأخذت القرار الصعب بالاستمرار بها، وشيئًا فشيئًا، بدأنا نجد ما يكفي من المناضلين، وعلى مختلف المستويات، كي نتمكّن من الاستمرار بـ"المسيرة".
وشدد على انه "وراء هذه المجلة التي ترونها وتنتظرونها كل شهر، هناك فريق يعمل بصمت لإنجازها بالكامل، وإتمام مختلف أبوابها ومواضيعها. هذا الفريق لا يظهر على شاشات التلفزة، فإذا عمل أحدهم في الإعلام يظهر للناس، ترونه هنا أو هناك أو في صحيفةٍ ما، يقوم بمقابلات ويتعرّف إلى الناس. أما في "المسيرة"، ففريق العمل صامت للغاية، وهو فعلاً الجندي المجهول في "القوات اللبنانية"، تماماً كما لدينا العديد من الجنود المجهولين. لذلك أودّ أن أحييهم، وأطلب منكم جميعًا أن تحيّوهم على جهودهم المتواصلة، وعلى عملهم اليومي الذي لا ترون منه إلا النتيجة، بينما هو يتطلّب عملًا متواصلًا قد يمتد على مدار 24 ساعة، بروح نضالية حقيقية".
ولفت إلى أنه "ربما يعتبر بعضكم هذا اللقاء بمثابة حملة تمويلية للمجلة، وربما يراه البعض الآخر مجرّد احتفال أو واحدة من المناسبات التي تُنظّم في معراب. أمّا بالنسبة لي، وبكل صراحة، وأنا أستقبل الشخصيات الواصلة إلى الاحتفال مع رفاقي، رأيت على وجوه الجميع علامات النضال".
وأوضح أن "النضال ليس لمن يضع الزر على صدره فحسب، فهذه نظريّة خاطئة. صحيح أن وضع الزر أمرٌ مهمّ وأساسي لأنه يمثّل القاعدة الصلبة، ولكن من دون قواعد إضافية، لا يمكننا أن نصل إلى أيّ مكان. إنتي أرى فيكم مجتمعًا نضاليًا بالكامل. أيّ شخص من الحضور، وكثيرون منكم رجال أعمال، يكفي أنّه بقي في البلد في ظلّ الظروف الصعبة خلال السنوات الخمس أو العشر الماضية، يكفي أنّه حافظ على عمله، وعلى موظفيه أو عمّاله، وعلى ما يقوم به، فهذا بحدّ ذاته نضال مستمر. لذلك أحيّيكم فردًا فردًا، وأشكركم على بقائكم في هذا البلد واستمراركم فيه رغم كلّ ما يجري. وأتمنّى من الله أن يُبقينا مجموعةً واحدة لنستمر في التقدّم في الاتجاه الصحيح".
وتطرّق جعجع إلى مسألة الوجود، قائلاً إن "التاريخ لا يرحم. علينا أن ننتبه كثيرًا، فالشعوب التي لا تُدير شؤونها جيدًا، تسقط من مسار التاريخ. أنتم تعلمون كم من الشعوب كنّا نقرأ عنها، ولم تعد موجودة اليوم. على سبيل المثال، أين البابليون؟ أين السومريون؟ كثير من الشعوب اختفت. لذلك، من دون نضال وتصميم حقيقيين، نسقط من مسار التاريخ، ويأتي شعب آخر مكاننا، أو نصبح شيئًا آخر ونفقد هويتنا. تمامًا كما ناضل آباؤنا وأجدادنا ليبقوا موجودين، وقد تعبوا كثيرًا، وقدموا التضحيات لنصل نحن إلى ما نحن عليه. لا يحقّ لنا إلّا أن نكمل ما بدأوه، بل أن نضيف مدماكًا فوق ما بنوه، لأنّ هذا هو سبب وجودنا، كقوات لبنانية، وكحركة مقاومة لبنانية، ومجتمعية عامة. وهذا ما يسعى إليه كل فرد منكم من خلال عمله، ووجوده، وتفكيره بالقوات وبالقضية، وتضحيته بما يستطيع، سواء بوقته، أو بقدراته، أو بأي إمكانات لديه. بالنسبة إلي، هذا هو المعنى الحقيقي للقائنا. وما تبقّى مجرّد تفاصيل".
وتحدث جعجع عن "المسيرة"، قائلاً: "المسيرة" ليست مجرّد اسم لمجلّة، بل على مرّ الأيام، وفي السياق الذي ظهرت فيه، أصبحت ترمز إلى الكثير من الأمور، أبرزها المسيرة التاريخية التي يخوضها شعبنا منذ آلاف السنين وحتى اليوم، بهدف الوصول إلى حياة حرّة كريمة ومستقرّة، نربّي فيها أولادنا في هذا الوطن، لا كما حصل خلال السنوات الثلاثين أو الأربعين الأخيرة، حيث ربّينا أبناءنا لنرسلهم إلى الخارج. ما نريده هو أن نربّي أبناءنا ونتركهم هنا، في وطن حرّ، مستقرّ، يحكمه القانون".
وتابع: "لا نريد ولا نقبل، لا نحن ولا أولادنا، أن نعيش في بلد تحكمه العبثيّة أو الفوضى أو منطق القوّة. ولهذا السبب، عملنا كله يهدف إلى الوصول إلى هذه النتيجة. "المسيرة" تحمل هذا العنوان بالذات. في أسوأ الأوقات، لم يتمكّنوا من إنهائها. أذكر أيام النظام الأمني السوري، حيث جربوا القيام بكلّ شيء. قاموا بحلّ حزب "القوات" رسميًا وقانونيًا، لكنهم لم يتمكنوا من حلّ القوات فعليًا. اعتقلوني واعتقلوا عددًا من قيادات الحزب، لكن "المسيرة" استمرت، بفعل يسوع الملك".
ولفت إلى أن "المجلة كانت تعبّر عن "المسيرة"، وقد استغربتُ حينها كيف أنهم لم يتمكنوا من وقفها. كانت "المسيرة" و"لبنان الحر" المنبرين الوحيدين اللذين استمرّا يصدحان بالتعبير عن القضية، ولو بطرق غير قانونية بحسب وجهة نظرهم. لكن "المسيرة" بقيت حاضرة بشكلٍ فعّال، وبالتالي، هذا الرمز الذي تحمله "المسيرة" ليس اسمًا لمجلة فحسب، بل هو اسم لمسيرة. "مسيرة المسيرة".
وشدد جعجع على أن "هذا تاريخنا، هذا وجداننا، هذا مستقبلنا، وهذا ما سنبقى عليه. ومهما كانت التضحيات المقبلة، فإنّها لا تساوي شيئًا أمام التضحيات التي سبق أن قُدّمت، وسنقدّمها نحن أيضًا لكي تصل هذه المسيرة في نهاية المطاف إلى أهدافها النهائية".
وختم قائلاً: "لمناسبة هذا اللقاء، أودّ أن أقول لكم إنّ "المسيرة" مستمرّة. قد نكون اجتزنا أكثر من خمسين بالمئة من الطريق، لكن لا تنسوا أن هناك خمسين بالمئة أخرى ما زالت أمامنا وعلينا أن نكملها. لذلك، يجب أن نتابع، بخطاب سياسي واضح، وبموقف سياسي واضح، ويجب أن نمثّل الناس بأفضل طريقة ممكنة. وأكبر دليل على أننا نمثل الناس بأفضل طريقة هو ما أعطونا إيّاه في الانتخابات البلدية. تحية كبيرة جداً لزحلة، ومن ضمن تحيّات أخرى طبعاً، تحية لزحلة وتحية لجميع الناس الذين منحونا ثقتهم. وأعدكم بهذه المناسبة أنّنا سنكون على قدر تطلّعاتكم، وسنُكمل "المسيرة" حتى نُوصلها إلى أهدافها المنشودة. يعطيكم العافية. تحية كبيرة لفريق عمل "المسيرة"، ولمجلس الأمناء، يعطيكم ألف عافية. الأهمّ من كلّ شيء هو أن تُواصلوا عملكم. جميعكم الحاضرون هنا، استمرّوا في هذه المهمة والرسالة، وإن شاء الله، نكمل جميعنا معًا هذه المسيرة حتى نُوصلها إلى الشاطئ الأمين، وتبقوا جميعًا بألف خير".
الجديد المصدر: الجديد
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا