آخر الأخبار

عراقجي في لبنان يُعيد التموضع الإيراني مع الدولة

شارك
كتبت سابين عويس في" النهار": زيارة سريعة قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لبيروت، لم تخلُ في بدايتها من حرص " حزب الله " على القيام بالإجراءات البروتوكولية الترحيبية منذ ساعة الوصول إلى مطار رفيق الحريريّ الدولي، كانت كافية ليوجه فيها الديبلوماسي الإيراني رسائله إلى الداخل اللبناني، وقد حملت خريطة طريق للمرحلة المقبلة.

ليس بالضرورة أن تعكس مواقف الديبلوماسي الإيراني حقيقة موقف بلاده الداعم في شكل كبير للحزب في لبنان والممول الأساسي لترسانته العسكرية والمالية، لكنها عكست في شكل مقصود، من خلال التكرار من منابر المؤسسات الدستورية في بعبدا وعين التينة والسرايا، كما من وزارة الخارجية ، حرصاً على فتح صفحة جديدة مع لبنان من دولة إلى دولة، وعلى تقديم كل الدعم الممكن لإعادة إعمار المناطق المدمرة، في رسالة إلى قاعدة الحزب أن طهران لم تتخلّ عن مسؤوليتها واستعدادها لتمويل ما تضرر.

وكان لافتاً أن أول الكلام على استعادة العلاقة بين البلدين على قاعدة التعامل من دولة إلى دولة، صدر عن رئيس الجمهورية الذي أطلق أمام الديبلوماسي الإيراني الموقف الرسمي للبنان. ووصفت أوساط بعبدا الاجتماع بأنه كان إيجابياً، وكان واضحاً أن التعاطي من دولة إلى دولة، سواء من حيث الاستقبال أو المواضيع التي تم تناولها، وهي عديدة نظراً إلى الملفات التي تشكل قاسما مشتركا بين البلدين.

وبحسب المعلومات التي توافرت لـ"النهار"، لم يتم التطرق إلى موضوع السلاح، ولم يرد أي كلام على المقاومة ، بل إبداء تقدير لعمل الدولة وما تقوم به. وكان لافتا أن كلمة المقاومة لم ترد على لسان عراقجي في المقار الرسمية، وإنما خلال توقيع كتابه، في إشارة إلى إضفاء الطابع الشخصي على الكلام. كما كانت إشادة بالدعوة إلى الحوار وعدم التدخل في الشأن اللبناني، وخصوصاً عندما طرح وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي مسألة السلاح، والدعم الإيراني للحزب، وذلك من باب مطالبة صريحة من رجي بالمساعدة للتوصل إلى دولة طبيعية تعني عملياً حصرية السلاح في يد الدولة، بعدما بينت المغامرات السابقة عدم جدواها وأضرارها على لبنان، إذ كرست الاحتلال وزادته بدل أن تنهيه. وكان الجواب أن طهران لا تتدخل في قرارات هذه الأذرع، خلافاً للاعتقاد السائد.

وكشف أن هذا الموضوع يعود إلى قرار الحزب نفسه. لكن اللافت أن عراقجي عندما تحدث عن رأيه الشخصي، أعرب عن اعتقاده أن الديبلوماسية وحدها لا تكفي!

أما في ملف إعادة الإعمار، فكان واضحاً الاستعداد الإيراني للمساعدة عبر الدولة اللبنانية ، خلافاً لما كان يحصل سابقاً عندما كان التمويل يأتي مباشرة عبر أجهزة الحزب.

وتلخص مصادر سياسية نتائج الزيارة بنقاط ثلاث:


- انخراط تام لطهران في التفاوض مع واشنطن ، وفُهم أن هناك تقدما ولو مقروناً بالحذر، نظراً إلى أن الأمور لم تتبلور بعد لناحية الانخراط الأميركي في دول الخليج.

- رغبة في تجاوز مرحلة الحرب في لبنان وما ترتب عليها من تداعيات على العلاقة مع طهران. من هنا كان التركيز على أهمية الاستقرار، بعدما لمست طهران حجم الاعتراض والرفض داخل لبنان، ولم يعد على مستوى أطراف سياسية، بل هو موقف رسمي عبّر عنه رئيس الحكومة عندما تحدث عن رفضه تصدير الثورة الإيرانية .

- الاستعداد للانخراط في مشروع إعادة الإعمار. وقد أبلغ الجانب الإيراني البنك الدولي الذي يعتزم إنشاء صندوق ائتماني لدعم لبنان، الاستعداد لضخ ٣ إلى ٣،٥ مليارات دولار. وبدا واضحاً اقتناع طهران بضرورة المرور بالدولة، كما طالب المسؤولون اللبنانيون وفي مقدمهم وزير الخارجية.

في الخلاصة، تبدو زيارة عراقجي إيجابية في ما أعلن عنها، خصوصاً عندما تحدث عن أن الظروف في المنطقة، لا المتغيرات، تتطلب صفحة جديدة مع لبنان والمنطقة، ما يعني أن هناك إدراكاً إيرانياً للتحولات في المنطقة، ولكن السؤال هل هذا التغير جدي ويشكل إعادة تموضع إيراني تجاه لبنان والحزب، أو أنه لا يعدو كونه كسباً للوقت في انتظار ما سينتج من مفاوضات النووي؟
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا