آخر الأخبار

كأن الانتخابات غداً

شارك
تشهد الساحة السياسية اللبنانية في الأيام الأخيرة سلسلة مفاوضات جدية خلف الكواليس بين عدد من الزعامات والشخصيات المناطقية المستقلة وبين الأحزاب المسيحية الكبرى، في مؤشر واضح على أن التحضير للانتخابات النيابية المقبلة قد بدأ فعليًا، وسط أجواء توحي بأن هذا الاستحقاق بات أقرب من الواقع.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الشخصيات، التي أثبتت حضورًا شعبيًا واسعًا في بلداتها خلال الاستحقاق البلدي، باتت تشكل بيضة قبان في بعض الدوائر ذات الحساسية السياسية. وهو ما دفع الأحزاب المسيحية إلى فتح قنوات تواصل معها لمحاولة استقطابها أو نسج تحالفات موضعية معها.
هذه الاتصالات، التي لا تزال في بداياتها، تعكس إدراكًا لدى القوى التقليدية بأن الخارطة الانتخابية تغيّرت، وأن المعركة المقبلة قد تُبنى على التحالفات المحلية أكثر من الاصطفافات الحزبية الكلاسيكية.
وأشار مصدر سياسي الى أن الماكينات الإنتخابية التي بدأت بالعمل منذ أشهر من اجل مواكبة الإنتخابات البلدية والإختيارية وخاصةً في الشارع المسيحي لن تتوقف مع إنتهاء هذا الإستحقاق، كون الإنتخابات النيابية على مسافة سنة بالتحديد ومن غير المفيد أن تتوقف الماكينات لما للإنتخابات النيابية المقبلة من أهمية سياسية في إعادة تكوين السلطة وتحديد الأحجام السياسية التي من المفترض أن تواكب العهد الجديد بعد مرور سنة ونصف على إنطلاقه، كما أنها سترسم شكل الحكومة الجديدة التي من المفترض أن تكون صاحبة المدة الأطول في الحكم لأنها جاءت بعد الإنتخابات النيابية الجديدة ، لكل هذه الأسباب ستبقى الماكينات الإنتخابية شغّالة من اليوم حتى موعد إنتخابات أيار ٢٠٢٦ النيابية .
وفي سياق متصل، يسود اطمئنان لافت لدى أوساط سياسية لبنانية أساسية حيال المرحلة المقبلة، خصوصاً لجهة الواقعين الأمني والسياسي.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن عدداً من القوى والشخصيات السياسية يعتبر أن لبنان مقبل على فترة طويلة من الاستقرار، مدفوعة بجملة تطورات إقليمية ودولية تفتح المجال أمام التهدئة.
وتلفت المصادر إلى أن هذا التقدير لا ينفصل عن المسار العام في المنطقة، حيث تتراجع حدة التوترات، ما ينعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية. وفي هذا السياق، ترى الجهات المعنية أن المطلوب في المرحلة الراهنة هو متابعة الاتصالات مع عدد من المرجعيات والجهات الدبلوماسية لتكريس أجواء من الهدوء السياسي والإعلامي، تمهيداً لأي خطوات لاحقة.
وتشدد المصادر على أن الانتقال إلى مرحلة أكثر استقراراً يتطلب خفض منسوب التصعيد الإعلامي والسياسي، وتهيئة المناخ العام لمرحلة يُتوقّع أن تكون إيجابية على لبنان، خصوصاً إذا ما ترافق الاستقرار مع دعم خارجي منتظر على أكثر من صعيد.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا