تشهد طرابلس منذ أيام حالة من التجاذب داخل لائحة "نسيج" عقب انتخاب عبد الحميد كريمة رئيساً للمجلس البلدي، في تطور لم يخلُ من المفاجآت والمناكفات بين مختلف الأفرقاء.
وإذ كان من المفترض أن تعقد "نسيج" مؤتمراً صحافياً تعلن خلاله عن خارطة طريق عملها في البلدية للسنوات
الست المقبلة، مع منح
المجلس المنتخب ورئيسه مهلة زمنية تمتد لثلاثة أشهر قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن البقاء في عضوية المجلس أو تقديم الاستقالات الجماعية، انقلب المشهد بعدما أعلن رئيس اللائحة بشكل مفاجئ تأجيل الإعلان عن القرار النهائي، موضحاً أن ضغط الشارع المؤيد لخيار الاستقالة يستدعي المزيد من المشاورات قبل الحسم، رغم تأكيد البعض في المقابل أن الاستقالات "جاهزة وموقّعة".
مصادر مطلعة على أجواء ما جرى كشفت عن محاولات شهدتها الفترة الماضية لاستمالة عدد من أعضاء لائحة "رؤية" بهدف كسب أصوات تتيح لرئيس لائحة "نسيج" تولّي
رئاسة البلدية ، إلا أن المفارقة كانت في تصويت أحد أعضاء "نسيج" لصالح مرشح "رؤية"، ما أفضى إلى فوز
عبد الحميد كريمة بمنصب الرئيس.
واعتُبر هذا التصويت داخل "نسيج" بمثابة "طعنة داخلية"، فيما علّقت أوساط متابعة على المشهد بالقول إن "طابخ السم آكله".
في موازاة ذلك، يترقب
الشارع الطرابلسي القرار النهائي الذي ستتخذه "نسيج"، وسط تزايد الضغوط من بعض الأوساط الشعبية باتجاه دفع اللائحة إلى الاستقالة من
المجلس البلدي ، في وقت يراهن آخرون على احتواء الأزمة وتفادي تفجير المجلس في بدايات عمله.