آخر الأخبار

مطمر الكوستابرافا إلى الواجهة... أزمة مستجدة بلا حل ممكن

شارك
مرة جديدة، تدخل الحرب الإسرائيلية على لبنان البلاد في أزمة نفايات كبيرة، نتيجة الركام الناجم عن هدم المباني، في بلد يعاني أصلاً من أزمة نفايات تتجدد مع كل عام جديد، وصيف يُتوقع أن يكون واعدًا من الناحية السياحية.

في جلسته بتاريخ 7 كانون الثاني الماضي، قرّر مجلس الوزراء تكليف مجلس الإنماء والإعمار بتوسعة مطمر الكوستابرافا، ليتمكن من استيعاب كمية من الردم يصل حجمها إلى 1.4 مليون متر مكعب، ناجمة عن مخلفات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، على أن يتم إطالة عمر المطمر لمدة تصل إلى 16 شهرًا، وزيادة قدرته الاستيعابية حتى 575 ألف طن إضافية من النفايات، أي بمعدل طمر يومي يوازي 1200 طن.

هذه التوسعة المستجدة تعيد إلى الواجهة التحديات البيئية التي بدأت تتفاقم مع أزمة النفايات التي ضربت البلاد عام 2015 ولم يتم التوصل إلى حلول جذرية لها منذ ذلك التاريخ وحتى لحظة إعداد هذا التقرير.

مصادر بيئية اعتبرت، عبر " لبنان 24 "، أن الحلول التي توصلت إليها الحكومة لناحية توسيع المطمر وزيادة قدرته الاستيعابية لا تعدو كونها حلولًا ترقيعية مؤقتة، تثير تساؤلات حول تأثيرها البيئي ومدى استدامتها على المدى الطويل ، خصوصًا أنها تزيد من حجم النفايات المتوجهة إلى المطامر وتثقل كاهل البلديات ماليًا.

ولفتت المصادر إلى أن المطلوب اليوم، كما كان في الأمس، هو سياسات واضحة لمعالجة النفايات بعيدًا عن التجاذبات السياسية، ولعل أبرزها على الإطلاق إعادة تشغيل معامل الفرز والتسبيغ في العمروسية للتخفيف عن المطامر، والعمل على إنشاء مطامر صحية جديدة وفق معايير بيئية سليمة، مما يضمن معالجة أكثر استدامة للنفايات، إضافة إلى التحفيز على فرز النفايات في المنازل لتقليل كمية النفايات المرسلة إلى المطامر.

وأكدت المصادر أن الحلول المؤقتة لن تجدي نفعًا في هذه الأزمة، بل يجب اعتماد سياسات واضحة لمعالجة النفايات بعيدًا عن التجاذبات السياسية، مثل تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في إدارة النفايات .

وعليه، تعتبر المصادر أن ثقل الأزمة يقع اليوم على عاتق وزارة البيئة ، التي باتت مدعوة الى حل هذا الملف العالق منذ سنوات، حيث إن الدراسات باتت كثيرة جدًا، والمطلوب اليوم الأخذ برأي الاختصاصيين والخبراء في هذا المجال.

يبدو أن الحلول المطروحة حتى الآن لا تزال ترقيعية، ما لم يتم اعتماد سياسات واضحة ومستدامة لمعالجة النفايات بعيدًا عن التجاذبات السياسية. فهل ستتمكن وزارة البيئة من ضبط هذا الملف وإنهاء هذه الأزمة القديمة-الجديدة قبل فوات الأوان؟ الإجابة رهن الأيام والأسابيع المقبلة ومدى قدرة وزيرة البيئة تمارا الزين على إيجاد الحلول.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا