نشر موقع "واللا" الإسرائيليّ تقريراً جديداً كشف فيه تفاصيل جديدة عن الهجمات التي نفذتها إسرائيل ضدّ " حزب الله " في لبنان وتحديداً تلك التي ارتبطت بعملية تفجير أجهزة "البيجر" خلال شهر أيلول 2024.
ووفقاً للتقرير الذي ترجمهُ "
لبنان24 "، فقد تحدّث رئيس
المنطقة الشمالية في الإستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيليّ العقيد "ر." عن تفاصيل الخطط والعمليات التي حصلت، كاشفاً عن معطيات لم يجرِ الحديث عنها سابقاً.
وينقل التقرير عن "العقيد ر." قوله إنّ شهر أيلول 2024 كان بمثابة "الشهر الأسود" بالنسبة لـ"حزب الله" خصوصاً أنه شهد تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي، ثم تلاه غارات جوية استهدفت كبار قادة قوة "الرضوان" مروراً بتوسيع إسرائيل عملياتها العسكرية ضد لبنان وصولاً باغتيال
الأمين العام لـ"حزب الله"
السيد حسن نصرالله يوم 27 أيلول.
ويكشف المتحدث أنَّ جميع عمليات الاغتيال التي حصلت وبنك الأهداف الذي عملت إسرائيل عليه في لبنان، هو نتيجة جهد تحصيليّ استمرّ ما بين 15 إلى 20 عاماً، وقال: "في ما خصّ اجتماع قادة الرضوان والعملية التي أدت إلى اغتيالهم جميعاً.. لقد تلقينا مؤشرات على حصول اجتماع، وكانت هناك خيارات متعددة حصوله.. التحدي الأول هو الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة عن الموقع.. الأشخاص الذين قدموا المعلومات الدقيقة هم من الوحدة 8200 في الجيش
الإسرائيلي ، وقد انضمت إليها شعب أخرى شاركت في تقديم المعطيات".
هنا، يسأل التقرير: "لماذا اجتمع هذا العدد الكبير من كبار المسؤولين في مكان واحد؟"، وتابع: "إن حزب الله لم يفهم منطقنا الجديد، وكان عالقاً في منطقه السابق.. لقد وسّعنا نطاق الهجمات، فحاول هو حصر القتال، وترسيمه، وإعادته إلى الإطار.. لو صعّد حزب الله، لكان الوضع مختلفاً. حتى بعد أن هاجمنا منطقة واسعة من مستودعات الصواريخ، حاول الحزب احتواء الوضع كي لا يتفاقم.. لماذا؟ كان
نصر الله أسير خطته، وظن أنه يعرفنا وأنه يستطيع التمييز بيننا. نصر الله أيضاً - حتى اللحظة الأخيرة لم يصدق أنه سيتم اغتياله".
إلى ذلك، يلفت التقرير إلى أنَّ اغتيال القيادي في "حزب الله" إبراهيم عقيل كان دراماتيكياً، موضحاً أن جميع من قضى معه من قادة "الرضوان" هم خبراء في مجالهم، وهم الذين وضعوا خطة هجوم القوّة ضد إسرائيل وتدربوا عليها وامتلكوا معرفة واسعة، لكنّ كل شيء اختفى في لحظة، وأضاف: "عقيل هو أحد أهم عقول حزب الله، كما أنه أحد واضعي خطة الهجوم على إسرائيل والأنفاق، وهو الذي دفع باتجاه الحرب مع إسرائيل".
وتطرق التقرير إلى عملية تفجير أجهزة "البيجر"، مشيراً إلى أن خيار التفجير طُرح عدة مرات في الأوساط
الإسرائيلية ، لكن كان هناك شعور بأنه لن يتم اتخاذ قرار بتنفيذه. هنا، يقول العقيد "ر.": "كان الأمر محل نقاش عدة مرات، وتذبذبت الآراء حوله. لم يصدق أحد حدوثه.. بعد ذلك، أدركتُ أن الأمر سيحصل، وأنه حقيقي، وأنه يكتسب زخماً. كنتُ
القائم بأعمال رئيس العمليات، لأن قائد العمليات، العميد ج.، كان في الخارج. صباح الاثنين يوم 16 أيلول، ذهبتُ إلى
وزير الدفاع السابق يوآف
غالانت ، لأشرح له معنى أجهزة البيجر.. جلسنا أنا وغالانت وسكرتيره العسكري. كان هناك سؤالان مهمان ذلك الصباح: هل سيكون رد حزب الله شاملاً؟ بلغة قادة السرايا، هذا عمل لا يمكن تقييمه، لأنه لم يحدث شيء مماثل في التاريخ. هذه ليست عملية عسكرية تقليدية.. هذا ليس عبوراً للحدود من قبل المقاتلين، ولن يكون رد حزب الله عسكرياً بالضرورة. القدرة على تقييم ما سيفعله حزب الله شبه مستحيلة".
وأكمل: "السؤال الثاني كان: هل سنعمل في نقطة ذات أقصى ضرر؟ الهدف هو ضرب أكبر عدد ممكن من النشطاء، لكن من يحمل جهاز الاستدعاء؟ من يقف بجانبه؟ هل هناك احتمال أن يكون مواطنون قد تلقوا الجهاز؟ ماذا عن الأطباء والمستشفيات؟ ما احتمال أن يكون لدى نصر الله جهاز استدعاء؟ لنفترض أن شخصاً ما كان معه، وكان بحوزته جهاز البيجر، وتسبب الأمر في حادث ما يطال
نصرالله .. ماذا سيحدث؟".
وفي ما يتعلق باللحظات الأخيرة قبل القرار المصيري للتفجير، قال العقيد "ر." إنه في مرحلة ما، تم استدعاؤه برفقة مقدم عملياتي إلى
رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، لإجراء مناقشة حول الأمر، وأضاف: "لقد سألنا رئيس الأركان: تفعيل أم عدم تفعيل؟".
ويتابع: "بعد تفجير أجهزة البيجر، نزلت إلى مقرنا... كان هناك ممثلون من جميع الوحدات. جاءت نتائج انفجار الأجهزة بسرعة كبيرة. تمكنا من معرفة ما حدث بسرعة كبيرة، كما بدأت رحلات نقل الجرحى من لبنان إلى
إيران للعلاج. وفي اليوم التالي، تم تفجير أجهزة اللاسكي، والانفجارات أرعبت الشوارع
اللبنانية ".
إزاء ذلك، يرى التقرير أنَّ "حزب الله لا يزال لا يفهم كيف حدث كل ذلك وكيف أن خطته انهارت بعدما حضّر لها جيداً على مدى عقود من الزمن"، وتابع: "لكن من المهم التأكيد على حجم الإنجاز الاستخباراتي على الساحة اللبنانية. في
حرب لبنان الثانية، فشل الجيش الإسرائيلي في قتل قادة القطاعات في حزب الله، أما في الحرب الحالية، فقد قتل الجيش الإسرائيلي كل هؤلاء ونوابهم ومن سيأتي بعدهم.. كانت عمليةً مُركّزة للغاية. أخبرنا الأميركيون أنها كانت الحرب الأقلّ ضرراً في العصر الحديث".