يستعد
لبنان خلال أسبوعين لاستقبال نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط
مورغان أورتاغوس التي واصلت إطلاق المواقف التصعيدية،فيما اشارت مصادر ديبلوماسية ل" الشرق الاوسط" إن ترحيل زيارتها المرتقبة إلى وقت لاحق، يكمن في أنها تنتظر حدوث خرق ما يشجعها لاستئناف وساطتها بين
بيروت وتل أبيب".
وكانت اورتاغوس قالت امس" إنه يجب أن نتحرّك بسرعة نحو نزع سلاح
حزب الله بشكل كامل، ويجب أن يكون هناك احتكار للسلاح بيد الدولة فقط".
ولفتت إلى أنّ «الإصلاحلات الاقتصادية والمالية هي المسار الوحيد لبناء الدولة وتأثيرها يحدّ من الفساد ويقوّض مصادر تمويل حزب الله غير الشرعية»، معتبرة أنّ «نزع سلاح حزب الله يجب أن يتم قريبًا وإلا فإن لبنان يخاطر بأن يتخلف عن الركب»، مضيفة «خذوا مثالًا الرئيس السوري أحمد
الشرع فهو تمكّن من التحرّك بسرعة واليوم مستعدّ لإعادة بناء سورية وفتح أسواقها أمام النمو الاقتصادي والسلام الدائم في المنطقة».
وردًا على سؤال بشأن تصريحاتها في قطر حول صندوق النقد، قالت أورتاغوس: «تمّ اقتباس كلامي خارج سياقه بالكامل، ولم أقل أبدًا إننا نتجاوز الإصلاحات بل على العكس تمامًا أنا أؤكد دعم الإصلاحات الضرورية». وذكرت أنّ «
الولايات المتحدة لا تزال ثابتة على موقفها بأن على
البرلمان أن يتحرك بسرعة لتمرير قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي، كما يجب على الحكومة الإسراع في صياغة قانون لسد الفجوة المالية»، معتبرة أنّ «نزع سلاح الميليشيات وتمرير الإصلاحات يمثلان المفتاح الأساسي لأي استثمار حقيقي في لبنان».
وتحضيراً لزيارة أورتاغوس، استقبل
وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي أمس سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية لوقف التصعيد
الإسرائيلي المتواصل في
جنوب لبنان ، إضافة إلى مسألة التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب.
وحسب معلومات «اللواء»، فإن الموقف
الاميركي متشدد حيال التجديد للقوات الدولية كالمعتاد، وقد تعطل الادارة الاميركية التجديد اذا جاء بالصيغة السابقة، وقالت مصادر رسمية مطلعة بهذا الصدد: يطالب
الاميركيون بتعديلات على قرار التجديد وبتوسيع مهام اليونيفيل بما يعطيها صلاحيات اكبر وفعالية اكثر، لأنهم يعتبرون ان اليونيفيل بوضعها الحالي «غير مجدية وغير فعّالة في تحقيق المطلوب لضبط الوضع على الحدود اللبنانية- الفلسطينية».
واوضحت المصادر ان لبنان يطلب التجديد وفق الصيغة السابقة من دون تعديلات حالياً، «لأن لبنان يمر بمرحلة انتقالية ولا بد من فرصة له وفتح المجال أمامه ليستعيد انفاسه، ولتبقى القوات الدولية داعمة للجيش اللبناني في تنفيذ مهامه كاملة في الجنوب ليتمكن من تنفيذ القرار 1701». عدا عن مطالبته بالضغط الجدي على
الاحتلال الاسرائيلي للانسحاب من النقاط المحتلة ووقف عرقلته لاستكمال انتشار الجيش في كامل منطقة الجنوب ليتمكن من تنفيذ المطلوب منه بضبط الحدود.
وكتبت" نداء الوطن": افادت معلومات أن الجانب الأميركي تبلغ "أن الخطوات السيادية في لبنان ولو كانت بطيئة تسير بشكل ثابت في الاتجاه الصحيح". ولفتت إلى أنه "بدأ الآن تنفيذ مرحلة ما بعد "اتفاق القاهرة" الذي تم إلغاؤه عام 1987 ما يعني انتهاء استخدام لبنان كورقة فلسطينية والتي كانت سبب الحرب الأهلية 1975". وأشارت إلى أن ما تم إعلانه أمس حول السلاح الفلسطيني بمثابة "بادرة حسن نية" تلاقي مهمة أورتاغوس "المستاءة من بطء خطوات الحكومة
اللبنانية ".
وكتبت" الديار": المعلومات المسربة من الدوحة ومسقط تفيد ان الاميركيين يتولون الإشراف المباشر على الملف اللبناني بكل تفاصيله، وكل اسبوع او شهر تقريبا، هناك وفود اميركية اقتصادية ومالية وأمنية وديبلوماسية وعسكرية وثقافية،سيأتون الى بيروت لمتابعة كل ما تحتاج اليه
الدولة اللبنانية وتحديدا الجيش والاجهزة الامنية، فالمرافق الحيوية من
المطار والمرفأ والمصنع والعريضة بيد الاميركيين الذين يقفون وراء التغييرات والمناقلات الإدارية في المطار .
وحسب المعلومات،فان المسؤولين الاميركيين تطرقوا الى الملف
اللبناني على هامش المفاوضات الاميركية
الإيرانية ووقف اطلاق النار في الجنوب، وكان الرد
الإيراني ، « هذا الموضوع يخص لبنان وحزب الله ولا علاقة لطهران لا من قريب أو من بعيد في هذا الملف»،كما بحث الاميركيون الملف اللبناني مع مسؤولين خليجيين،ونقلوا من خلالهم رسائل غير مباشرة مضمونها « ليسلم حزب الله و الشيعة سلاحهم ، ولياخذوا في المقابل ما يريدون وما يطلبون في الدولة اللبنانية اذا كان ذلك عامل اطمئنان لهم.
وحسب المتابعين لهذا الملف، فان
واشنطن تمارس سياسة» العصا والجزرة«بشان سلاح حزب الله،فالموفدة الاميركية اورتاغوس تمارس التهديد والوعيد، وفي الوقت نفسه، لم تتخل واشنطن عن قنواتها السرية لمعالجة ملف السلاح بالحوار عبر الدولة اللبنانية، لكنه لم يصل الى نتائج تذكر بعد ، ولن يتم البحث الجدي قبل وقف الاعتداءات الاسرائيلية وبالتالي ستاتي اورتاغوس وليس في جعبتها اي طروحات جديدة سوى اطلاق التهديدات وتكرار المواقف السابقة .
وفي الخلاصة ، الاولوية لسورية حاليا وليس للبنان، وموضوع سلاح حزب الله سيدخل المساكنة مع استمرار الستاتيكو القائم الى ما بعد الانتخابات النيابية، وفي ضوء النتائج تحدد المسارات، وبالتالي فان الاولوية الاميركية هي لسورية والسلام مع اسرائيل ، واحمد الشرع امام احتمال فقط لاغير،والمهلة عير مفتوحة والمعادلة محددة بشهور عدة « السلام او التقسيم « وفي ضوء النتائج تحدد كل الملفات اللبنانية.