آخر الأخبار

هل نقول وداعًا للتغييريين؟

شارك
بشكل واضح جدًا أثبتت المعادلات العائلية والحزبية أنّ وضع التغييريين في لبنان الذين أنتجتهم ثورة 17 تشرين ما زال هشّا، إذ لا قدرة لهم بعد على التأثير على القرارات العائلية المتشبثة بالمعادلات السياسية التاريخية، ولعل ما حصل في الانتخابات البلدية خير دليل على ذلك، إذ نسفت صناديق الاقتراع وجود التغييريين في المناطق التي استطاعوا أن يحققوا فيها خروقات خلال الانتخابات النيابية.

" لبنان24 " تواصل مع عدد من الماكينات الانتخابية ، خاصة في المناطق التي شهدت سقوطا تاريخيت لأسماء سياسية في الانتخابات البلدية. وحسب الفرق التي شاركت في إدارة الانتخابات ، فقد أبدوا صدمتهم من النتائج التي لم تكن متوقعة، على الاقل في المدن الكبيرة، إذ يعتبر هؤلاء أن ثقل تواجدهم يتجلى في المدن الضخمة، إحدى الماكينات، اعترفت لـ"لبنان24" بأن العمل البلدي كشف نقاط ضعف لم تكن واضحة في الانتخابات النيابية، أبرزها ضعف الامتداد الشعبي خارج المدن الكبرى، وعدم الجهوزية التنظيمية لخوض معارك محلية معقدة، تحتاج إلى خطاب خدماتي عملي لا إلى شعارات عامة.

لكن هذا ليس كل شيء. فبحسب المصادر نفسها، فإن التمويل المحدود، وانعدام الموارد اللوجستية، وانكفاء عدد من الناشطين البارزين عن المشاركة لأسباب شخصية أو بسبب الإحباط العام، كلها عوامل ساهمت في هذا التراجع. يُضاف إلى ذلك غياب قيادة موحّدة أو مرجعية سياسية جامعة تُنسّق الجهود وتُوحّد الخطاب، ما أدى إلى تفكك المبادرات وضعف حضورها على الأرض.

ومن الأسباب أيضًا، الضغوط الاجتماعية والمذهبية في بعض القرى، حيث يُعتبر الترشح خارج لوائح القوى التقليدية "تمرّدًا" يُكلف صاحبه أثمانًا عائلية ومهنية باهظة. هذا فضلًا عن أن بعض المجموعات التغييرية لم تنجح في تقديم شخصيات محلّية ذات صدقية تمثيلية في بيئتها، ما أضعف قدرتها على جذب الناخبين الذين يبحثون عن الوجوه القريبة منهم، لا عن شعارات مستوردة.

في هذا السياق، ترى المصادر أن عدم تمكن التغييريين من خرق العائلات أو اللوائح الحزبية لا يعني أبدًا انتهاء دورهم، لا بل ستكون محطة يسدون من خلالها الفجوات، علمًا أنّ هنّاك معارك طاحنة خاضتها أحزاب تقليدية داخل العائلة الواحدة بوجه قوى التغيير ومرشحيهم.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا