آخر الأخبار

حزب الله سّلف القوات في بيروت... فهل تسّلفه في جبيل بعد سنة؟

شارك
اعتبرت بيئة " حزب الله " أن ما تحقّق من نتائج بلدية واختيارية في محافظة بعلبك – الهرمل وفي عدد من القرى البقاعية ليس سوى خطوة أولى ستُستكمل حكمًا في محافظتي الجنوب والنبطية السبت المقبل، بالتعاون والتشارك والتكافل مع حركة "أمل". وهاتان الخطوتان كان لا بدّ منهما في مسيرة إثبات تمسّك البيئة الحاضنة لـ " المقاومة الإسلامية" بخياراتها بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة والمستمرة فصولًا ضدها، خصوصًا أن أصواتًا كثيرة برزت في الآونة الأخيرة تشكّك بهذا الترابط العضوي بين "حزب الله" وبيئته الشعبية، التي عانت ولا تزال تعاني نتيجة مواصلة تشبّثها بخيار "المقاومة" أيًّا تكن نتائج ما أدّى إليه موقفها الحاسم وغير المتردّد من خسائر بشرية ومادية.
فالمكاسب التي حققها " الثنائي الشيعي" بقاعًا سيكون لها صدى إيجابي متوقع في القرى الجنوبية من خلال التوافقات والتزكيات، التي ستسّهل لكل من "حزب الله" وحركة "أمل" عملية الفوز السهل، على رغم أن ثمة كلامًا عن إمكانية خرق، ولو محدود، في بعض البلدات والقرى، التي تُعتبر تاريخيًا خارج نفود "الثنائي". إلاّ أن هذا الخرق المحدود والمتوقّع هو أمر طبيعي، وذلك نتيجة ما طرأ على البيئة الشيعية من تبدّلات يعمل بعض القوى المعارضة على استثمارها لكي تصّب في خانة الانتخابات النيابية المقبلة.
وفي المعلومات المتداولة أن ثمة قوىً شيعية بدأت عملًا جدّيًا انطلاقًا من التحرّك البلدي الخجول بعض الشيء، وهي تقوم بحملات إعلامية واسعة النطاق لإثبات ما لديها من حيثيات شعبية لا تزال خافتة حتى الآن، خصوصًا أن لدى بعض هذه القوى إمكانات تجييرية لا يُستهان بها من حيث استفادتها من المناخ المتنامي لدى بعض القواعد الشيعية الشعبية من حالات تململ بدأت تطفو على سطح الواقع الشيعي الجديد، خصوصًا أن ثمة أصواتًا في "البيئة الحاضنة" بدأت تلقي مسؤولية ما قامت به إسرائيل من مجازر في حق الأهالي، ومن تدمير للقرى الحدودية، ومن تهجير وتباطؤ في عملية إعادة بناء ما تهدّم، على عاتق "حزب الله"، الذي لم يقرأ جيدًا ما يمكن أن يُقدم عليه العدو الغاشم حين قرّر "الحزب" فتح جبهة الجنوب لمساندة الفلسطينيين في قطاع غزة .
في المقابل، فإن "الثنائي الشيعي"، واستنادًا إلى ما حقّقه من نتائج في البقاعين وما يمكن أن يحقّقه من مكاسب بلدية واختيارية في الجنوب، يبدو أنه مرتاح إلى استحقاق العام 2026، وهو سيحاول بعد انتهاء الاستحقاق البلدي والاختياري لملمة ذيول خسائره العسكرية، وإن لم يعترف علنًا بهذه الخسائر، وذلك من خلال ترميم الفجوات التي نتجت عن الحرب الإسرائيلية ضده، والتي استهدفت أهم رمز لـ المقاومة الإسلامية"، وهو الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ، الذي كان يُعتبر ضمانة للاستمرار والصمود والتصدّي.
وما يهدف إليه "الثنائي الشيعي" من خلال التحالف الاستراتيجي والكياني بين "الحزب" و"الحركة" يتعدّى بحيثياته السياسية اللحظة الآنية، وإن كانا يعتبران أن الانتخابات البلدية والاختيارية على رغم محدودية فعلها البعيد على الاستراتيجية القائمة على معطى المستجدّات المتسارعة في المنطقة. فالهدف الأساس لأي تحرّك داخلي لـ "الحزب" بعد انتكاسة 17 أيلول هو محاولة شق طريقه الخارجية، وذلك عبر إظهار "قوته" الشعبية" تعويضًا عن خسائره العسكرية.
ويشير المقرّبون من "حزب الله" إلى أن الاستحقاق البلدي، على رغم أهميته، ليس سوى نقطة في بحر ما يُرسم للمستقبل، وبالأخصّ لجهة المحافظة على استمرارية ما يتمتّع به "الثنائي" من قوة نيابية من خلال كتلتي "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة". فأي خرق محتمل في "الصف" النيابي الشيعي، ولو بنائب واحد، قد يفتح باب التمثيل الشيعي على مصراعيه أمام احتمالات شتى قد لا تصبّ نتائج ما يمكن أن يستجدّ من نتائج في مصلحة حصرية التمثيل النيابي الشيعي، خصوصًا أن لدى الدوائر العليا في "الحزب" و"الحركة" شعورًا بأن ثمة تحضيرات يقوم بها بعض الأطراف المعارضة في الصفوف الشيعية لإحداث خرق ما في الجدار النيابي الشيعي التقليدي. وهذا الأمر من شأنه أن ينعكس على ما يلي انتخابات أيار العام 2026 مباشرة.
ويُعتقد أن "حزب الله" قد سّلف حزب " القوات اللبنانية " في الانتخابات البلدية في بيروت ، على أمل أن يردّ له الجميل في الانتخابات النيابية في جبيل بعدما تبيّن لـ "حارة حريك"، بالأرقام والنتائج أن "معراب" قد أصبحت "بيضة القبان" في المفاصل الانتخابية على الساحة المسيحية .
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا