آخر الأخبار

هل أنهى حزب الله خصومته مع القوات؟

شارك
التحالف الإنتخابي بين " حزب الله " و" القوات اللبنانية " خلال الانتخابات البلدية في بيروت فاجأ الكثيرين. حتماً، تحققت المصلحة الإنتخابية وفاز إئتلاف الأحزاب الذي يشمل "الحزب" و"القوات" بغالبية المقاعد البلدية مع خرقٍ حققه المرشح محمود الجمل ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سينحسبُ التحالف البلدي على التحالف النيابي بين الطرفين؟

الخصومة بين "القوات اللبنانية " والحزب عميقة جداً ولن تنتهي بـ"معركة بلدية"، وفق ما تقول مصادر سياسية لـ" لبنان24 "، ذلك أنَّ حجم "القوات اللبنانية" لا يُعتبر مستمداً من الحزب ولا حتى من حلفائه، والدليل على ذلك انتخابات زحلة التي كسرت فيها "القوات" معادلات الآخرين شعبياً وإنتخابياً وأثبتت بالأرقام فوزاً كاسحاً تخطى اللائحة التي شكلها المرشح أسعد زغيب .

المسألة التي تنطبق على "القوات"، تتوافق أيضاً مع "حزب الله" الذي يضمنُ لنفسه المناطق التي يريدها. وعليه، فإنّ التحالف المرحلي في بيروت سببه أنَّ تنوع الأطراف فيها وغياب "رافعة" واضحة فيها، أدى إلى تململ الأحزاب وبالتالي اختيار التحالف الذي أثار حيفظة الكثيرين، وفاجأ المناصرين المؤيدين لـ"حزب الله" بشكلٍ خاص.

تلفت المصادر أيضاً إلى أنَّ الإنتخابات النيابية ستكونُ على نحو مُختلف تماماً حتى في بيروت، فالتحالف الذي تكرس هذه المرة لن يكون قائماً في العاصمة ذلك أن كل طرفٍ يحتاج إلى "إثبات وجوده" وتأكيد قوته إنطلاقاً من حجمه التمثيلي في البرلمان ، وهناك تكمن نقطة القوة والتأثير.

بحسب المصادر، فإنه من مصلحة الأحزاب الحفاظ على قوتها الآن للإبقاء على نفسها سياسياً، إذ لا مصلحة لأي طرفٍ بانكسار آخر لاسيما أن الأمر سيؤدي إلى حساسية داخلية والذهاب نحو ما يُقال عن "إقصاء"، وتضيف: "إذا انكسرت القوات أو أي طرف آخر لاسيما الحزب بلدياً، عندها ستكونُ هناك معارك فعلية قد تؤدي إلى توترات شعبية وداخلية في المدن والقرى وسيكون ذلك أشبه بفتيل أزمة يصعب إخمادها بسهولة. في المقابل، فإنَّ خسارة أقطاب سياسية أو شخصيات فردية للمعارك البلدية هو أمرٌ يمكن تحمله وحصوله، لكن ما لا يمكن تحمله هو خسارة أحزاب وانكسارها شعبياً".

لهذا السَّبب، تكتلت الأحزاب حفاظاً على نفسها وعلى بعضها البعض نظراً إلى أنَّ المعركة الإنتخابية البلدية "خطيرة في أبعادها"، لكنه لا يمكن اسقاط نتائجها على الإنتخابات النيابية التي تعتبرُ أوسع وأشمل، فالأخيرة قابلة لأن تتحمل الكباش والخطاب السياسيّ، كما أن خسارة بعض النواب عددياً، يمكن تعويضه بتحالفات وتكتلات، والأمر هذا لا يحصل في البلديات.

على أساس كل ذلك، فإنَّ التوافق البلدي هو عُملة لوجهين، الأول وهو "حفاظ الأحزاب على بعضها" ومقدّمة لـ"النزال النيابي لإثبات الوجود"، وفي الوقت نفسه تجديد للدماء السياسية التي اعتاد عليها النظام اللبناني منذ اتفاق الطائف إلى الآن. وحتى إذا تم تعديل قانون الإنتخاب، فإنَّ "التفصيلة" التي ستنتجها الأحزاب ستكون على قياسها حُكماً، ما يعني الاستمرار بالحلقة نفسها.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا