آخر الأخبار

سيطرة سياسيّة... عين الأحزاب على انتخابات الـ2026

شارك
هيمنت الأحزاب على الإنتخابات البلديّة والإختياريّة التي جرت في جبل لبنان والشمال وعكار، وكان لافتاً التنافس المسيحيّ بين "القوّات اللبنانيّة" و" الكتائب " وحلفائهما مع التيّار الوطنيّ الحرّ" و" المردة "، من أجل السيطرة على اتّحادات البلديّات، بينما في المقابل، لم يضع المجتمع المدنيّ ثقله في هذا الإستحقاق، وسط ترقّب إنّ كان سيحصل على نتيجة جيّدة في بيروت .

وليس من المتوقّع أنّ يختلف المشهد في البقاع والجنوب وبيروت عن بقيّة المحافظات التي حصلت فيها الإنتخابات، فيبدو أنّ الأحزاب نجحت في تعزيز قواعدها الشعبيّة بعد العام 2022، مستفيدة من عدّة عوامل أبرزها الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان وموضوع السلاح غير الشرعيّ، وتقديم الوعود بالتغيير والإنماء.

وكما أتت النتائج في جبل لبنان والشمال وعكار، فإنّ مناصري الأحزاب لا يزالون أكبر بكثير من الذين يُؤيّدون التغيير السياسيّ والمجتمع المدنيّ، من هنا أتت سيطرة "القوّات" و"الكتائب" و" التيار " وغيرها من القوى على الإنتخابات، كما أنّ " حزب الله " و" حركة أمل " سيستحوذان على البلديات والمخاتير في بلدات وقرى نفوذهما في الجنوب والبقاع، تماماً كما حدث في الضاحية الجنوبيّة، حيث كانت التزكيّة سائدة في أغلبيّة المناطق.

وهناك علامة إستفهام إنّ كان "المجتمع المدنيّ" سيخرق لائحة الأحزاب في بلديّة بيروت، بعد مشهديّة جبل لبنان والشمال وعكار، حيث سارعت كافة القوى السياسيّة التقليديّة إلى إعلان فوزها، على الرغم من تراجع بعضها. وبحسب أوساط سياسيّة، فقد شهدت البلاد نموّاً لبعض الأحزاب وخصوصاً تلك المناهضة لـ"محور الممانعة" وحلفائه، بينما لا تزال بيئة "حزب الله" و"أمل" تتمسّك بمبادىء " المقاومة "، ما يعني أنّ المنافسة بين الأفرقاء السياسيين في الإنتخابات النيابيّة التي ستجري العام المُقبل، لن تختلف عما يجري في الإستحقاق البلديّ.


وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من نواب "التغيير" فازوا في الإنتخابات النيابيّة بسبب إنخفاض نسبة التصويت وخصوصاً في بيروت، بينما عودة "تيّار المستقبل " المُرتقبة لخوض الإستحقاق عام 2026، ستُؤثّر كثيراً على حظوظهم، ليس فقط في العاصمة وإنّما في بقيّة الأقضيّة حيث فاز النواب السنّة المحسوبون على " المجتمع المدني " في مقاعد كانت من حصّة كتلة الرئيس سعد الحريري .

من هذا المُنطلق يُقال دائماً إنّ الإستحقاق النيابيّ يعكس نتائج الإنتخابات البلديّة والإختياريّة إلى حدٍّ كبيرٍ، وأنّ المُنافسة السياسيّة ستغلب على مشهديّة العام 2026، إلّا إذا كان المغتربون والكثير غيرهم في لبنان، لا يزالون يُؤمنون بالتغيير عن طريق الوجوه النيابيّة الجديدة، أو أنّ رهانهم سقط بسبب مُمارسات البعض من هؤلاء في البرلمان ، وفي ما يتعلّق بانتخابات رئاسة الجمهوريّة وتسميّة رئيس الحكومة.

وتُذكّر الأوساط السياسيّة أنّ الأحزاب أجمعت كلّها على إجراء الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في موعدها، على الرغم من أنّ ملف إعادة الإعمار لم ينطلق، ولا تزال إسرائيل تستهدف البلدات الجنوبيّة وتلك في السلسلة الشرقيّة وفي بعض الأحيان الضاحية، ليس فقط لعدم عرقلة إنطلاقة العهد وحكومته الأولى، وإنّما للتحضير للإستحقاق النيابيّ العام المُقبل، والتأكيد أنّ الثوابت السياسيّة لم تتغيّر، وأنّ اللبنانيين لا يزالون إمّا خلف "المقاومة"، أو مع بناء الدولة القويّة بمؤسساتها وجيشها عبر نزع السلاح غير الشرعيّ من الفصائل الفلسطينيّة ومن "حزب الله"، وعدم ربط مصير البلاد بنزاعات المنطقة أو بدولٍ أخرى.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا